وكلما اتسع فهم المواطنين الصالحين للسياسة العامة، ازدادت دعائم الاتحاد قوة ومتانة، فإن بناء الاتحاد يحتاج إلى قوة الشعب الأدبية والمعنوية.
نريد أن ننسى المحن والفتن التي مرت بالبلاد وكانت سبب الانقسام، حتى نستقبل عهدا جديدا هو عهد الاتحاد والصداقة الوثيقة بين أحزاب متساندة متعاونة في توجيه مجرى التاريخ المصري لخير الوطن، فالاتحاد هو مفتاح حريتنا، والاتحاد سيظل محور سياستنا.
بني وطني:
إن لم أكن أمثل حزبا أو جماعة، فإني واثق من أنني أعبر عن أمنية عزيزة يشترك فيها جميع المصريين، هي تحقيق الوحدة.
أما الوسائل العملية التي نتبعها، فهي إلى جانب ما تقترحه الأحزاب وما يراه المفكرون، ما نراه من دعوة رجال كل حزب لمشاورات حرة، ومتى تيسر استخلاص الأسس والقواعد التي يرضاها الجميع، نتقدم إلى دعوة ممثلي الأحزاب والمفكرين للتفاهم على وضع برنامج شامل، هو الميثاق القومي الذي يعتنقه كل مصري.
فإذا وضع نظام ثابت لمعالجة المشكلات التي تقتضي حلولا قومية، وإذا تقرر عقد مؤتمر سنوي للأحزاب تعرض فيه الشئون الجديدة، والشئون التي لم تجد الحل الملائم، كفلنا للميثاق القومي تجددا وتأييدا. بهذا كله، وبما ذكرنا من وسائل سياسية، وبسطنا من فضائل قومية، ننشئ ديمقراطية حرة، سياسية واجتماعية واقتصادية.
بني وطني:
هذه سبيلي أدعو إليها مخلصا، فمن كان يؤمن بحق وطنه عليه فليقف اليوم في صف مصر مجاهدا بعزمه وقلبه، مناضلا بروحه ولبه. وها أنا أتقدم إلى هذه الأمة الكريمة بدعوة قومية لا تنال من أحد، ولا تظلم مواطنا، أريد بها وجه الله والوطن والملك، دعوة إلى مشاورات عامة حرة في هذه الساحة المحايدة القومية، دعوة إلى جبهة وطنية مصرية، ميثاق سياستها الخارجية تحقيق أهداف البلاد القومية وحقوقها الوطنية، وبرنامج سياستها الداخلية الاستقرار في حياتها الدستورية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
هذه سبيلي، وتلك دعوتي، أتوجه بها مخلصا وأنا عامل في الصفوف، تاركا تأييدها ونصرتها لمن يؤمن بها ويسلك طريقها، فإننا لا نريد إلا اتحادا حرا مستنيرا، وليد التشاور الحر والاقتناع الصحيح، اتحادا لا ينعقد لتأييد هيئة أو جماعة، إنما ينعقد لتأييد مصر في أداء رسالتها الكريمة.
إن الساعة عصيبة، وإن المواقف التي تشف عن الرجولة هي وحدها التي تستطيع إنقاذ مصر، وإنقاذ مصر من شأن المصريين جميعا.
অজানা পৃষ্ঠা