141

ইজহার আল-আসর লি-আসরার আহল আল-আসর

Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr

জনগুলি

وفي يوم السبت سادس الشهر أتى إلى الشرف المناوي، قاضي الشفاعية نقيب من بيت الدويدار الثاني تمربغا، ليأخذ من بابه غريما، فأمر به إلى السجن، وطلع إلى السلطان، فشكى إليه تمربغا، وقال له: إن أهين الشرع في أيامك، فمن يعزه، فتغيظ على تمربغا، وصوب فعل الشافعي، وقال له: لو أن ولدي كان عندك في دعوى وأتيت أنا إليك لآخذه، فلا تمكني منه. فتعصب مع ابن عز الدين أسنباي، أحد أكابر الأجلاب، وتنم المؤيدي، أمير المجلس، وذهب أسنباي إلى تمربغا وغيره فاستنهضهم، ولم يزل يفتل هذا الأمر في الذروة والغارب إلى أن أرسل السلطان في بكرة هذا النهار وهو السبت نقيب الجيش إلى الشافعي ليرسم على السوبيني، وإلى الحنفي سعد الدين بن الديري، ليرسم على الزرعي، ويطلعا بهما صبيحة الأحد في بقية القضاة لينظرا في مسألتهما ومسألة ابن عز الدين ففعلا، فلما سمع ناظر الخاص بذلك علم أن السلطان عزم لهما على شر، وأن ذلك ينجر إليه، وإلى قريبه، فأرسل إلى كل من الشافعي والحنفي يسألهما في إرسال القاضيين، وعليه إحضارهما، ففعلا، ثم كتب على لسان قريبه موسى كتابا إلى تمربغا، يذكر له، أنه جهز مع حاملها ألف دينار له، وحلة كبيرة للسلطان، وترقق له، وسأله المساعدة ليكون أحد صنائعه، والمنتمين إلى بابه، ودفع إلى شخص ألف دينار، وجهزه بالكتاب، فأوصله إلى تمربغا، ودفع إليه الألف، فطلع العصر إلى السلطان على عادته، وكلمه في الكف عن عقد المجلس؛ بسبب أنهم أصدقاء، وأن ابن عز الدين تلميذ السوبيني، وأنهم لا يحبون تفاحش أمرهم بعقد المجلس، وأنهم يصطلحون، فأبى ذلك إباء شديدا، فأعلم ناظر الخاص بذلك، فجزاه خيرا، وسأله البقاء على مثل ذلك، ثم أرسل أمه إلى السلطان، ومعها مما يليق به، وبحظاياه من العروض والجواهر والنقود والتحف، ما يجل عن الوصف، قيل: إنه يساوي عشرة آلاف دينار، فسأل الجميع السلطان، في نصرة السوبيني والزرعي، سجن ابن عز الدين في المقشرة، وماميه في البرج: وعقوبة ابن عز الدين، وما الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا، مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا، فوعد بذلك، ووصل الخبر إلى ناظر الخاص بذلك قبل أن ينام. وفي بكرة يوم الأحد سابع ذي القعدة المذكور، طلع الثلاثة؛ السوبيني، والزرعي، وابن عز الدين، فقام لهم السلطان، وأجلس السوبيني عن يمينه، والزرعي عن يساره، وابن عز الدين بين يديه، ثم سأل السوبيني عن المحضر الذي معه، فأظهره له، فقال لابن عز الدين: ما تقول في هذا؟ فقال: لم يحرر ما فيه، ولم تستوعب فيه الشرائط، على أن الآمر به خصمي (يشير إلى السوبيني)، فتوقف السلطان، فقال ماميه: أشهد أن الحق مع ابن عز الدين، وأن المحضر الذي معه صحيح، وأن ما مع خصمه غير صحيح، وقد اطلعت على ذلك وعلمته يقينا.

وقال ابن عز الدين: يا مولانا السلطان، لا تأخذني في ذمتك، وادفعنا

إلى قضاة الشرع لينظروا في أمرنا، فوضع محضر السوبيني على صدره، وقال: يكفيني هذا حجة فيما بيني وبين الله في أمرك، اذهبوا به إلى المقشرة، فأقيم، فقال: بيني وبينك الله. فقال: نادوا عليه في الأسواق، هذا جزاء من يجترئ على الزور، وأمر بماميه إلى البرج، ففعل ذلك، وشق على الناس، وثار له الأجلاب فيما بينهم، وقال بردبك البشمقدار، (أحد رؤوسهم): إن كان الذي جهز للكشف أمينا، فلم يحبس، وإن لا، فلم أرسل. ثم إن ماميه أخرج؛ بشفاعة بعض أكابر الأتراك، وطلب منه مال ليقيم على حاله، فلم يجب فنفي إلى بلاد الشام، أظنه إلى حماة في نصف ذي القعدة هذا، ثم خلع على السوبيني، وسافر في نحو العشرين من ذي القعدة هذا، وأبقي ابن عز الدين في المقشرة.

قتال العرب للغزاوي:

পৃষ্ঠা ২৫৪