138

ইজহার আল-আসর লি-আসরার আহল আল-আসর

Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr

জনগুলি

وفي نحو النصف من شوال هذا، ورد الخبر بأن طوغان الأقباي، الذي ولي نيابة الكرك عن الحاج إينال، كبس بعض العربان العصاة ببلد الكرك، فهربوا منه، فأخذ بوشهم (أي جمالهم) وأمتعتهم، ثم مر ببعض الطائعين من العربان، فلاقوه، وأنزلوه، وأضافوه، فقبض على نحو عشرة من أكابرهم، ووضعهم في زناجير، فقالوا: يا مولانا، نحن رعيتك، وما لنا أستاذ إلا أنت، قد لاقيناك، وأضفناك، وليس لنا ذنب، فلم فعلت هذا بنا؟!، فقال: فعلته، فزادوا في الترقق له، وذكر ما يعطفه عليهم، فلم يجد ذلك، ولم يذكر ذنبا يستحقون ذلك به، ثم سار بهم، فركب العرب، وتبعوه متسلحين، فغضب من اتباعهم له، وضرب أعناق الذين وضعهم في الزنجير، فشد عليه العرب، فقتلوه، وغالب من كان معه، فلما بلغ السلطان الخبر، قال : لا رحمه الله، ثم أمر بكتابة مرسومه إلى العرب، يخبره: أنه بلغه بغي طوغان عليهم، وانه كان يستحق ما فعلوه به، وأنه لا تبعة عليهم بسببه، وأمر بالإسراع في إيصاله إليهم؛ خوفا من أن يؤذوا الحجاج وعين يشبك طاز، وكان صاحب نظر طرابلس لنيابة الكرك ونائب البيرة، لحجابة طرابلس. ثم قدم كاتب سر الكرك، القاضي علاء الدين علي بن القاضي تقي الدين أبي بكر بن الرضي الكركي الشافعي، والحاجب بالكرك بسيف النائب، فأخبرني ابن الرضي؛ أن هذا الذي بلغ كذب، يظن أنه من ترتيب العرب ليتحصلوا به غليظ السلطان، وأن الأمر الذي كان، أنهم ساروا حتى بلغوا جربا، فشكى أهلها إلى النائب، أن فخذا من العرب يقال لهم الصميدات (بضم المعجمة) الساقطة من بني عقبة آذوهم، ورعوا مباقلهم، فقصد إليهم فنهاه من معه، من ذوي الرأي؛ لما يعلمون من شدة المذكورين، وكثرة أنصارهم، وبعدهم عن محل الغوث للنائب، فلم يرجع، فلقى اثنين من أكابر بني عقبة في طريقه، فنزلوا إليه، وسلموا عليه، فقبض عليهم، ووضعهم في زنجير، ثم اثنين أيضا كذلك، ثم واحدان فحذره القوم، وركبوا وتفرقوا جماعات، على كل تلعة جماعة، ولم يزل سائرا، حتى اشتد عطش الخيل، وكان قد مر على أذرح، فلم يستق من مائها، وأراد أن يسقي من معان، فلما طال الأمر، وصار وراء كثير من العربان، رجع إلى أذرح، فتبعه العرب من كل شرف، فنشب الحرب من بعد الظهر إلى قريب الغروب، فقتل هو في رقاق أذرح، بعد أن ولى هاربا، وقتل من جماعته أكثر من عشرين رجلا، منهم مهنا بن خاشوق، وكان أفرس القوم يومئذ وحاميتهم رحمه الله، ونجا الباقون، وما كادوا، ولما وقف كاتب السر، والحاجب للسلطان بسيف النائب، أمر بالحاجب إلى المقشرة، لجريرة كان اجترحها بالكرك، تتعلق بالقلعة، وقرب ابن الرضي، وأنعم عليه؛ لأنه كان جرح في الوقعة في يده، فعرف له ذلك، وزاد الثناء عليه، والإحسان إليه.

سير الحاج:

পৃষ্ঠা ২৫০