আমিন ওয়াসিফের ইত্তেহাফ আবনা আল-আসর
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
জনগুলি
وبعد، فيقول الراجي تحصيل المعارف، الفقير محمد أمين واصف: إني لما كنت بالمدارس التجهيزية الأميرية جمعت رسالة في تاريخ الأمم المشرقية من أغلب مؤلفات مؤرخي العرب والفرنج المعتبرين، والعلماء المحققين؛ للمساعدة بها في مذاكرة البحث لنوال شهادة البكلوريا، فأشار علي بعض الإخوان بطبعها لتعميم الفائدة بها، ولما وجدت أن هذه الرسالة لا يحسن طبعها بالطريقة التي كانت عليها، وكان لا بد من تكميلها وتهذيبها، بل ووضعها في قالب المؤلفات المعتادة، حتى يسهل الأخذ عنها إذا ازدحم الطلاب بموردها، اخترت من بين إخواني لمشاركتي في هذا المقام الجليل حضرة أخي الفاضل عبد العزيز أفندي محمود؛ لعلمي أنه من ذوي الدراية التامة بالعلوم التاريخية وغيرها، فقام حضرته بتكميلها أجل قيام، وذهب في إتمامها من طرق مختلفة، ثم نقحناها ورتبناها على النسق الموجود، فجاءت بعون الله عجالة منزهة عن الترهات خالية من الخرافات، وسميناها «إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر»، مع اشتمالها على تاريخ سكان الشرق السالفين، خدمة لأهل الوطن عموما وأبناء المدارس خصوصا، وطبعت المرة الأولى وقدمت للنظارة فقررت تدريسها، وهذه هي الطبعة الثانية نقدمها لحضرات إخواننا الأفاضل أبناء المدارس المصرية في عصر ازدهرت أغصانه وتماست أفنانه، عصر أعيد فيه مجدنا وسلطان عز كان على أهبة الرحيل؛ عصر مولانا الخديو المعظم «عباس حلمي باشا الثاني» أفاض الله عليه من أثواب التأييد حصيفها، وجعله للمعارف وأهلها نصيرها وظهيرها، لا زال والنصر خادمه والسعد نديمه، تلبس به مصر لباس الشبيبة بعد الهرم، وتحيا به الأرض بعد ميتتها، «ولله در القائل»:
لا تنظرن إلى العباس من صغر
فيه وانظر إلى المجد الذي شادا
إن النجوم نجوم الجو أصغرها
في العين أكثرها في الجو إصعادا
فقد ألبس - حماه الله - كل مصري نعمة ورفع عنه نقمة، حتى أجمع الناس على محبته وأصبح لسان الحال وهو يقول:
ولو قيل اطلبوا شرفا لقلنا
يعيش لنا الأمير ولا نزاد
ولما أبى الدهر إلا نصرته وتعزيز سلطانه، وتأييد كلمته، قيض الله له رجل السياسة، ورب الحكمة والدراية، وقطب دائرة المعارف، من رضع من أظآر الحوادث حلوها ومرها، فادخر لصروف الزمان، مهلك الطغاة، مبيد العدو وأهل الضلال، صاحب الدولة والإقبال الوزير الخطير «رياض باشا».
لا زال يسلك في العلياء خطتها
অজানা পৃষ্ঠা