ঊর্ধ্বগতি গুণের প্রমাণ

ইবন কুদামা আল-মাকদিসি d. 620 AH
106

ঊর্ধ্বগতি গুণের প্রমাণ

إثبات صفة العلو

তদারক

أحمد بن عطية بن علي الغامدي

প্রকাশক

مكتبة العلوم والحكم،المدينة المنورة

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٠٩هـ / ١٩٨٨م

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

٧٩- وَقَالَ حَنْبَلٌ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾، وَ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾، قَالَ: عِلْمُهُ (١)، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، عِلْمُهُ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، عَلَّامُ الْغُيُوبِ، يَعْلَمُ الْغَيْبَ، رَبُّنَا عَلَى الْعَرْشِ بِلَا حَدٍّ وَلَا صِفَةٍ (٢) . ٨٠- وَرُوِيَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى الْبَغْدَادِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: اللَّهُ ﷿ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَقُدْرَتُهُ وَعِلْمُهُ بِكُلِّ مَكَانٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَلَى الْعَرْشِ (وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ) (٣)، لَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ (٤) .

(١) في الأصل: (علمه علمه) بالتكرار. (٢) أورده ابن تيمية في شرح حديث النزول ص ١٢٧، ط. الخامسة، سنة ١٣٩٧هـ، المكتب الإسلامي، والذهبي في العلو ص ١٣٠، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص ١٣٥. (٣) من (هـ) . (٤) أورده الذهبي في العلو ص ١٣٠، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص ١٣٥، وعزاه إلى الخلال في كتاب السنة. وقد بسط الإمام أحمد ﵀ الكلام على معنى المعية في كتابه الرد على الجهمية ص ١٤٠-١٤٤. كما أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية معنى المعية في هاتين الآيتين خاصة، وفي كل ما ورد من لفظ المعية في كتاب الله تعالى، فأوضح أن المعية معيتان: معية عامة، وأخرى خاصة، وضرب لذلك أمثلة مما ورد في القرآن الكريم، فقال ﵀: ولفظ المعية في كتاب الله جاء عاما كما في هاتين الآيتين، وجاء خاصا كما في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ النحل/ ١٢٨. وقوله: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ طه/ ٤٦، وقوله: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾، التوبة/ ٤٠، فلو كان المراد أنه بذاته مع كل شيء، لكان التعميم يناقض التخصيص، فإنه قد علم أن قوله: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ أراد تخصيصه وأبا بكر دون عدوهم من الكفار، وكذلك قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ النحل/ ١٢٨، خصهم بذلك دون الظالمين والفجار، وأيضا فلفظ المعية ليست في لغة العرب ولا شيء من القرآن أن يراد بها اختلاط إحدى الذاتين بالأخرى، كما في قوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾، الفتح/ ٢٩،

1 / 167