131

قيل له: معاذ الله من ذلك !! فإن القول الذي قلناه ، لا يؤدي إلى ما ذكرتم ، على ما نبينه ونوضحه .

وذلك أن الذي من أجله أن لا يتعذر النظم هو العلم الذي يحصل به ، وهو العلم بأن كل كلمة إذا وقعت عقيب أي كلمة أعقب هذا النظم ، أو غيره من نظم أجناس الكلام ، موزونه أو منثوره ، ويتعذر ما يتعذر من ذلك ، لفقد هذا العلم ، وكذلك الذي من أجله أن لا تتعذر الفصاحة هو أن يعلم أن كل كلمة إذا وقعت عقيب أي كلمة وما جرى مجراها من تبديل حرف عن حرف ، أو كلمة عن كلمة ، خرج الكلام فصيحا .

وجملة هذا العلم هي علوم ضرورية ، وإن كانت لا تحصل إلا بالممارسة ، كالعلم بالمهن والصناعات .

ثم العلم بما إذا أتى به كان فصاحة ، في الطبقة الدنيا ، أو الوسطى ، أو العليا ، في نظم مخصوص ، علم ثالث . وهو أيضا إذا حصل حصل ضرورة .

وإذا كان هذا هكذا ، لم يمتنع أن يكون الله عز وجل لم يجمع لأحد من البشر بين هذه العلوم الثلاثة .

أحدها: هو العلم بما به يكون هذا النظم واقعا في أعلى طبقات الفصاحة . وإذا لم يمتنع ذلك ، لم يمتنع أن يتعذر على جميع البشر الاتيان بمثل القرءان ، لفقد أحد العلوم الثلاثة ، وإن حصل العلمان .

পৃষ্ঠা ১৮৩