============================================================
المقالة الثالثة الفصل الثاني عشر من المقالة الثالثة : ه في اثبات النبوءة من جهة الافعال" ان الافعال التي دون الفلك لا تكون الا بالحركات والافعال وعددها ثلاثة : 1 فعل طبيعي وفعل ارادي وفعل ناموسي شيرعي ، فأما الفعل الطبيعي فانه في كل وقت كنبض (1 العروق وما اشبهها ، واما الارادي فانه في بعض الاوقات دون البعض عند وقوع الحاجة اليه كإظهار الصناعات واما الناموسي فانه شبيه بالفعلين اللذين ذكرناهما من الطبيعي والارادي ، وذلك ان منه ما يجب ان يفعل في وقت دون وقت كالفعل الارادي ومنه ما لا يزول عن ذلك الوقت الآخر كالفعل الطبيعي وهي الاعمال الواجبة على الجوارح ، والطبيعي هو لقوام الابدان ، والارادي هو جميع مصالح الابدان والفعل الناموسي انما هو لقوام الآرواح ولجميع مصالحها ميعا ، فإذا الفعل الناموسي اعم نفعا وأظهر حكمة من الفعل الطبيعي والفعل الارادي ايضا فان وجدنا الافعال دالة على الفاعلين وعلى مقدار فضل الفعل وشرفه يكون فضل الفاعل وشرفه فانه متى وجدنا قصرا امينا وكتابا مكتوبا فان بناء القصر وكتابة الكتاب يدلان على نفس الباني والكاتب وعلى مقدار الجودة البنائية ، والكتابة على مقدار شرف الكاتب ، كذلك نقول انا متى وجدنا اهل ملة ظاهرة قد امتلأ العالم منها ومن منتحليها علمنا ان لها صاحبا قد اسسها وبناها وجمع الناس نحتها وهو الرسول الى اهل تلك الملة فعلى قدر ما يكون شرف صاحبها ، ولما وجدنا الاسلام ملة ظاهرة وقد امتلأ العالم من منتحليه علمنا انه فعل فاعل ، وعلى مقدار شرف ملة الاسلام على سائر الملل يكون شرف صاحبه على سائر الرسل .
واذا اردت وفقك الله للخيرات ان تقف على شرف النيوءة وفضلها فانظر الى افعالها كيف تبقى بعد مفارقة صاحب الملة للعالم وقد تأثرت في نفوسهم قبول ملة اكثر من تأثيره في نفوس القوم الذين شاهدوه وكذلك تأثيرها في نفس القرن الثالث اكثر من تأثيرها في نفوس القرن الثاني وليست الافعال الطبيعية باقية ما دامت الطبيعة قائمة على حالتها ، فاذا زالت الطبيعة عن جهتها انقطعت افعالها ، فلا تظهر ثلك الافعال الا بوجود الطبيعة التي كان وجود الافعال بوجودها ، فكذلك الافعال (1) في تسخة س وردت كنبط.
পৃষ্ঠা ১৩৯