إتحاف النبلاء بأخبار الثقلاء
للسيوطي
وكان حماد بن سلمة إذا رأى من يستثقله قال: ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون!.
وقال بشار العقيلي في ثقيل يكنى أبا عمران:
ربما يثقل الجليس وإن كا ... ن خفيفا في كفة الميزان
ولقد قلت إن أطل على القو ... م ثقيل بربي على ثهلان
كيف لا تحمل الأمانة أرض ... حملت فوقها أبا عمران
وقال الحسن بن هانيء في رجل ثقيل:
ثقيل يطالعنا من أمم ... إذا سره رغم أنفي ألم
اقول له إذ تدا، لا بدا ... ولا حملته إلينا قدم!
فقدت خيالك لا من عمى ... وصوت كلامك لا من صمم
وقال فيه:
وما أظن القلاص منجيتي ... منك ولا الفلك أيها الرجل
ولو ركبت البراق أدركني ... منك على نأي دارك الثقل
هل لك فيما ملكته هبة ... تأخذه جملة وترتحل؟!
وقال فيه:
يا من على الجلاس كالفتق ... كلامك التخديش في الحلق
هل لك في مالي وما قد حوت ... كفي من جل ومن دق
تأخذه مني كذا فدية ... واذهب ففي البعد وفي السحق
وقال فيه:
ألا يا جبل المقت ال ... ذي أرسى فما يبرح
لقد أكثرت تفكيري ... فما أدري لما تصلح
فما تصلح أن تهجى ... ولا تصلح وأن تمدح
أهدى رجل من الثقلاء إلى رجل من الظرفاء جملا، ثم نزل عليه حتى أبرمه فقال فيه:
يا مبرما أهدى جمل ... خذ وانصرف ألفي جمل
قال: وما أوقارها ... قلت زبيب وعسل
قال: ومن يقودها ... قلت له ألفا رجل
قال ومن يسوقها ... قلت له ألفا بطل
قال وما لباسها ... قلت حلي وحلل
قال وما سلاحهم ... قلت سيوف وأسل
قال عبيد لي إذن ... قلت نعم ثم خول
قال بهذا فاكتبوا ... إذن عليكم لي سجل
قلت له ألفي سجل ... فاضمن لنا أن ترتحل
قال وقد أضجرتكم ... قلت أجل ثم أجل
قال وقد أبرمتكم ... قلت له الأمر جلل
قال: وقد أثقلتكم ... قلت له فوق الثقل
قال فإني راحل ... قلت العجل ثم العجل
يا جبلا من جبل ... في جبل فوق جبل
وقال حبيب الطائي:
يا من تبرمت الدنيا بطلعته ... كما تبرمت الأجفان بالسهد
পৃষ্ঠা ১