وإذا كان يسألهم ما أوجب الله تعالى عليهم كان بمنزلة أن يسأل ذا السلطان أن يعطيه حقه الذي جعل الله له في المال وسؤال ذي السلطان جائز كمن سأل المودع أن يرد عليه وديعته وأن يعطيه حقه من الميراث والمغنم أو نحو ذلك
وعلى هذا فليس للسائل أن يسال من لا فضل عنده وليس له أن يعتدي في السؤال على الناس وليس له أن يجزع ويعدل عن الصبر الجميل وعليه أن يرغب إلى الله تعالى ويتوكل عليه وحينئذ فلا يكون قد أنزلها بالناس مع أن القول الأول وهو عدم وجوب السؤال أظهر فإن النصوص تقتضي أن ترك سؤال الخلق أفضل مطلقا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة السبعين ألفا «هم الذين لا يسترقون»
পৃষ্ঠা ৪০৫