কিতাব আল-ইস্তিগাতাহ
كتاب الاستغاثة
وقالت الطائفة الثالثة إن هذه المتولدات حادثة بفعل العبد وبالأسباب الأخرى فالعبد مشارك فيها لم ينفوا أثره كما نفاه الأولون ولا جعلوه فاعلا كالآخرين بل جعلوه مشاركا فيها
وهذا أعدل الأقوال ولهذا فرق الله تعالى بين الأعمال المباشرة وبين الأعمال المتولدة في قوله تعالى {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح} الآية ثم قال {ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم}
فلما كان الإنفاق والسير عملا مباشرا قال فيه {كتب لهم} وتلك الأمور من النصب والجوع وغيظ الكفار والنيل من العدو ليس مباشرا بل هو مما يسمى متولدا فلهذا قال فيه {إلا كتب لهم به عمل صالح} لأنهم مشاركون في حصول هذا الآثار وحصول هذه الآثار لا بد فيه من الأسباب التي يخلقها الله ومن رفع الموانع فلا تجوز أن تجعل مفعولة لسبب معين بل هي مفعولة لله تعالى وانتصار المؤمنين على الكفار هو أعظم من النيل الذي ينال من العدو فإذا لم يكن هذا مفعولا لمخلوق فكيف يكون النصر
পৃষ্ঠা ৪৩২