قد يقول قائل: قضية الاصطفاء ما حصلت إلا بالعمل، وما اختار الله أهل البيت وفضلهم إلا بسبب عملهم وجهادهم، وزهدهم وورعهم وعبادتهم، فنقول له: القرآن هو الحكم بيننا جميعا، ونعم الحكم هو، فهذا القرآن يذكر لنا اصطفاء الله لآدم
قبل عمل مسبق منه، فقال تعالى: {إني خالق بشرا من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} [ص: 71، 72] فأمر الملائكة بالسجود لآدم قبل خلقه له، وهذا عيسى
اصطفاه الله، وجعله نبيا قبل التكليف، قال تعالى: {قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا} [مريم: 29، 30] وهذا يحيى بن زكريا آتاه الله الحكم وهو لازال صبيا، قال تعالى: {يايحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} [مريم: 12] وهذا يوسف
اختاره الله على إخوته، وهذا موسى جعله الله نبيا {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا}[القصص: 8] وكما قال تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}[آل عمران: 33، 34] فهل سلمتم لهؤلاء بالاصطفاء؟ إذا كان نعم فآل البيت هم خلاصة آل إبراهيم لحديث رسول الله الذي رواه أئمتنا " ورواه مسلم والترمذي وغيرهم وهو: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار)).
পৃষ্ঠা ৯