فنظرنا إلى القول فإذا هو مملوء بالآيات والعبر، ولكنها لأولي الألباب، فقد ذكر الله تعالى سورة كاملة، هي سورة يوسف فقال تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}[يوسف: 111] أي لأصحاب العقول، ثم قال: {ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه}[يوسف: 111] فقد بينت هذه السورة قضية الاصطفاء حتى بين الإخوة، وحتى بين الرسل والأنبياء، قال تعالى: {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض}[الإسراء: 55] فما بالك بالآخرين؟ فهذا يوسف اصطفاه الله دون إخوته، فحسدوه وحصل ما حصل بسبب الاصطفاء {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث}[يوسف: 101] ولكن في الأخير اعترفوا له بالفضل، وكان هذا الاعتراف قولا {تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين} ثم حصل الاعتراف الفعلي وذلك حين سجدوا له {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا}[يوسف: 100] ، وبقي الاعتراف القلبي وهو ما نسميه بالاعتقاد، وهو خاص بالله تعالى، فهو يتولى السرائر، ولو لم يحصل منهم الاعتراف قولا وفعلا لما غفر لله لهم، فعندما قالوا:{تالله لقد آثرك الله علينا}[يوسف: 90] قال
: {اليوم يغفر الله لكم}[يوسف: 92]، ولو لم يعترفوا لما غفر الله لهم مهما عملوا من الأعمال.
পৃষ্ঠা ১১