أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد ". قالوا: وكيف تعرف من لم يأتي بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلًا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: " فإنهم يأتون غرًا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي، كما يذاد البعير الضال أناديها ألا هلم ألا هلم، فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقًا سحقًا ".
وفي كتاب الترمذي عن ثوبان عن النبي ﷺ " حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه اشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وآنيته عدد نجوم السماء، من شربة شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، أول الناس ورودًا عليه فقراء المهجرين، الشعت رؤوسًا، الدنس ثيابًا، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد " فقال عمر بن عبد العزيز لكني نكحت متنعمات، وفتحت لي السدد نكحت فاطمة بنت عبد الملك، لا جرم أن لا أغسل رأسي، حتى يتشعت، ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ.
وفي صحيح البخاري كان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا. واعلم أن الحوض بيد النبي ﷺ، على باب الجنة، يسقى منه المؤمنون، وهو مخلوق اليوم، فتب يا أخي إلى ربك واتقه ليخرجك من همك، واسأله أن يبقيك فتنة تقع في دينك، فتذاد عن حوض نبيك قيل إن الله ستر ثلاثًا في ثلاث، ستر رضاه في طاعته فلا يحقرن أحدكم من الطاعة شيئًا فرب محتقر من الطاعة فيه رضا الله، وستر غضبه في معصيته فلا يحقرن أحدكم شيئًا من المعصية، فرب محتقر من المعصية فيه غضب الله، وستر وليه في خلقه فلا يحقرن أحدكم أحدًا من خلق الله، فرب من لا يؤبه له وهو ولي الله، وستر أيضًا رابعًا، وهو الإِجابة في الدعاء، فلا يحقرن أحدكم شيئًا من الدعاء، على أي حال كان، وفي أي موطن كان.
قف على الباب طالبًا ... وذر الدمع ساكبًا
1 / 54