البردية، 7: 11: يا ويلاه، النار ارتفعت إلى الأعالي وامتد لهيبها أمام أعداء البلاد. ... مع ما سجلته البردية 17: 1-2: «أن الفرعون قد فقد في ظروف غير عادية، وأن ذلك لم يحدث من قبل قط لأي فرعون آخر.»
ثم يبرز «فليكوفسكي» حدث دخول الهكسوس البلاد البردية 3: 1: «أحقا صارت الدولة خرابا كالصحراء وأصبحت الأقاليم يبابا واقتحمت البلاد قبائل غريبة من وراء الحدود؟ إن الكارثة التي حولت مصر إلى دمار شامل بلا قوة متماسكة تدافع عن أرضها، أغرت الغرباء، وكانت حافزا لقبائل الصحراء العربية لينقضوا عليها. البردية، 15: 1 ماذا حدث؟ لقد علم الآسيويون بحال البلاد.» (2-2) الوثيقة الثانية: حجر العريش
وحجر العريش كتلة جرانيت سوداء، حفرت عليها نصوص هيروغليفية ورغم أهميته فإنه لم يحظ باهتمام كاف، ولم يعد يذكره أحد إلا لماما، رغم احتوائه على أسماء ملوك ومدن وأماكن جغرافية، وغزو غرباء للبلاد في عصر ملك يدعى «توم». ونص الكتابة في رأي «فليكوفسكي» يتطابق كلية مع نص التوراة بشأن الأحداث التي صحبت الخروج من البحر. ومما اقتبسه «فليكوفسكي» من تلك النصوص: «لقد مرت البلاد ببلوى عظيمة، سقط الشر على أرضها، وثارت الأرض ثورة عنيفة شملت عاصمة البلاد، ولم يغادر أحد القصر الملكي لمدة تسعة أيام كاملة، وأثناء هذه الأيام التسعة من جيشان الأرض، كانت هناك عاصفة بلغت قوتها حدا لا يستطيع معه الإنسان ولا الإله أن يرى وجوه الآخرين.»
وحجر العريش ليس - عند «فليكوفسكي» - سوى تسجيل للقصة الكاملة للبلاء العاشر، الذي أنزله الرب الإسرائيلي بمصر في شكل ظلام وعواصف برية؛ فالحجر يتابع «وفي خضم المحنة، وتقلبات الطبيعة الوحشية، جمع الملك جيشه وأمرهم باتباعه إلى مناطق، وعدهم أنهم سيرون فيها النور من جديد (سنرى أبانا رع حر أختي في منطقة باخيت المضيئة) ... وفي هدأة الليل، وتحت ستار الظلام، اقتربت جحافل الغرباء من حدود مصر ثم اجتازتها، وذهب صاحب الجلالة لمحاربة أبوبي وزمرته ... وحين قاتل جلالة الملك رع حرماكيس؛ حين قاتل إله الشر بالقرب من البحر في مكان الدوامة، فإن إله الشر لم يتغلب على جلالته، ولكن جلالته هو الذي اندفع إلى دوامات البحر.»
وبعد شروح يعود الكاتب إلى المكان الذي انتهت إليه مسيرة الملك قبل غرقه في البحر، وأنها محددة بالاسم في النص «ووصل جلالته إلى مكان يسمى بي خاروتي». ثم يأتي بنص التوراة «فسعى المصريون وراءهم، وأدركهم جميع خيل مركبات فرعون وفرسان جيشه، وهم نازلون عند البحر، عند فم الحيروث» (خروج، 14: 9)، ثم يوضح «وبي خاروتي في المصدر المصري هي «بي حيروت» أو «فم الحيروث» في المصدر العبري. إنه المكان نفسه والمطاردة نفسها ... وبعد انقضاء فترة من الزمن خرج ابن الفرعون «صاحب السموجب» باحثا عن أبيه (وقد أخبره شهود العيان بكل ما حدث لرع في بات نيبيس والصراع الذي خاصه الملك توم)، ويحكي النقش أن كل من رافقوا الأمير في رحلته للبحث عن أبيه قد ماتوا حرقا أما الأمير نفسه صاحب السموجب، فقد أصيب بحروق شديدة قبل أن يعود من رحلة البحث وهو يائس من العثور على أبيه الذي لقي حتفه. ومن غبرة الصحراء في طريق يات نيبيس وصل الغزاة واحتلوا مصر (أتى أبناء أبوبي المتمردون الذين كانوا يعيشون في أوشيرو ... وساروا على طريق يات نيبيس، وحلوا على مصر مع حلول الظلام). لقد غزوا البلاد ليحطموها ويدمروها وبمرور الوقت برد الجو في مصر وجفت الأرض، ولم يعرف ماذا حدث بعد ذلك للأمير التعس، ولكن نهايته كانت بائسة بالتأكيد (لقد دمرت مصر بالإعصار فأكلتها النيران، وأما العاصمة فقد احتلها الآمو) ... إن النقش الموجود على حجر العريش يحدد «اسم الفرعون الذي هلك في دوامة البحر، كان توم أو تووم»، ومن المثير أن اسم «بي توم» تعني مسكن أو مقر توم، و«بي توم» كانت إحدى المدينتين اللتين شيدهما العبيد الإسرائيليون للفرعون الطاغية وبأمر منه، وطبقا لمانيتون فإن الفرعون الذي حل غضب السماء على مصر في عهده قبل غزو الهكسوس، كان يدعى توتيماوس أو تيمايوس.» (2-3) الوثيقة الثالثة: بردية الأرميتاج
وهي بردية الحكيم «نفررحو» المحفوظة بمتحف الأرميتاج بليننجراد بروسيا ويرى فيها «فليكوفسكي» ترديدا لذات نص بردية لايدن، وإن اختلفت في كونها نبوءة ألقاها صاحبها أمام أحد الفراعين، وأهم ما يريده «فليكوفسكي» منها قولها في مقاطع:
ملء قلبي رثاء لهذه الأرض التي نبع منها الفن ...
ستهلك هذه البلاد وما عليها ولن يبقى سوى الشر.
فانية هذه البلاد.
ستحجب الشمس ولن يرى إنسان النور.
অজানা পৃষ্ঠা