أما السفر الخامس وهو سفر «العدد»، فقد اهتم بإحصائيات عن عدد قبائل بني إسرائيل، وجيوشهم، وأموالهم، وأي أمر كان يمكن إحصاؤه في شئونهم؛ لذلك سمي «العدد» من عملية العد والإحصاء.
القسم الثاني:
ويعرف بالأسفار التاريخية، وعددها اثنا عشر سفرا، قامت بعرض تاريخ بني إسرائيل بعد استيلائهم على كنعان (فلسطين)، وهي أسفار: يشوع (ويشوع هو خليفة موسى على قيادة بني إسرائيل إلى فلسطين بعد موت موسى، بعد استيلائهم على بعض أرض فلسطين)، ثم سفر راعوث (وهو اسم جدة داود من جهة أبيه)، ثم سفر صموئيل الأول، وصموئيل الثاني (وصموئيل هو آخر قضاة إسرائيل قبل انتهاء النظام القبلي وقيام المملكة المركزية). ثم يلي ذلك سفران بعنوان أعمال الملوك أو الملوك أول وثاني، ويحكي تاريخ ملوك بني إسرائيل بدءا من أول ملوكهم «شاول» مرورا بداود وولده سليمان وسلسلة الملوك من بعدهم. ويلي ذلك سفران بعنوان أخبار الأيام، وهما أول وثاني بدورهما، ويعرضان على الترتيب شجرة النسب من آدم إلى يعقوب إسرائيل، وهو تكرار سبق عرضه في سفر التكوين. ثم بعد ذلك يتم تقديم عرض لتاريخ داود، ثم ولده سليمان، ثم عرض لتاريخ إسرائيل السياسي بعد سليمان.
ويأتي بعد ذلك سفر عزرا وينسب إلى عزرا النبي الذي تمكن من إعادة الإسرائيليين من منفاهم في بابل إلى فلسطين، وذلك حوالي القرن الخامس قبل الميلاد، وإليه تنسب محاولة إعادة تجديد الديانة ونفخ الروح في القومية الإسرائيلية، إضافة إلى قيامه بتجديد بناء الهيكل، وينسب إلى عزرا النشط هذا تحرير كثير من أسفار العهد القديم، حتى بلغ منزلة عظيمة الشأن، عند بني إسرائيل.
ومن بين تلك الأسفار التاريخية يأتي أيضا سفر نحميا نسبة إلى نحميا، أحد وجهاء بني إسرائيل، والذي تمكن بمساعدة عزرا من إقناع ملك الفرس، بالسماح لهم ببناء الهيكل مرة أخرى. ويلي نحميا سفر أستير وهو سفر صغير يشتمل على تسعة إصحاحات فقط، يروي قصة الإسرائيلية الجميلة أستير، التي تمكنت من إغواء أحشويريش ملك الفرس فتزوجها، كما تمكنت من إحباط مؤامرات وزيره هامان ضد بني ملتها، ودبرت مع عمها الكاهن مردخاي مكيدة قضت عليه وعلى أنصاره، حتى سمح لهم الملك الفارسي بالولوغ في الدم كيف شاءوا، فقام الإسرائيليون بذبح الآلاف من قوم هامان ونسائهم وأطفالهم، وحتى اليوم يحتفل أصحاب الملة اليهودية بذكر تلك المذبحة الدموية في عيد البوريم، أو عيد أستير، وذلك في شهر مارس من كل عام.
القسم الثالث:
ويعرف بمجموعة أسفار الأناشيد أو الأسفار الشعرية، ويشمل أسفارا في صيغ الأناشيد والمواعظ الدينية المؤلفة تأليفا شعريا وهي خمسة أشعار: أولها أيوب ثم المزامير، وبعده سفر أمثال سليمان ثم سفر الجامعة وهو منسوب بدوره لسليمان، ومن بعده سفر نشيد الأنشاد وهو بدوره من أعمال سليمان حسب عنوانه «نشيد الأنشاد الذي لسليمان».
القسم الرابع:
ويسمى بمجموعة أسفار الأنبياء (النبييم)، ويشمل سبعة وعشرين سفرا تعرض لتاريخ أنبياء إسرائيل بعد موسى، وهي إشعيا، وأرميا، ومراثي أرميا، وحزقيال، ودانيال، وهوشع، ويوئيل، وعاموس، وعوبديا، ويونس، وميخا، وناحوم، وحبقوق، وصفنيا، وحجي، وزكريا، وملاخي.
ويرجح العلماء أن معظم تلك الأسفار قد تم تأليفها بين النصف الأخير من القرن التاسع قبل الميلاد، وأوائل القرن السادس قبل الميلاد، وأن بعضها يمكن تزمينه بأواخر القرن الرابع قبل الميلاد. (1) علاقة النبي موسى بالتوراة
অজানা পৃষ্ঠা