ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت يهوه يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال، تجري إليه الشعوب وتسير أمم كثيرة ويقولون: هلم نصعد إلى جبل يهوه وإلى بيت يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله؛ لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة يهوه، فيقضي بين شعوب كثيرين، ينصف لأمم قوية عدة فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل، ولا ترفع أمة على أمة سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد. (ميخا، 4: 1-3) (إشعيا، 2: 2-4) «وهو ما يعني أن محرر تلك الإضافات في السفرين كان واحدا»، وأنه قد تمت إضافتها مع أخبار السبي البابلي زمن السبي البابلي أو بالأحرى بعده، بعدما أعاد قورش المسبيين وسمح لهم ببناء الهيكل والمدينة والسور مرة أخرى. ويبدو أن هذا المحرر قد أراد التخفيف من اللهجة القاسية القاتمة في نبوءات إشعيا وميخا حول المصير الأسود للشعب المختار.
ثم يتنبأ هذا المحرر المتأخر عبر كتاب ميخا قائلا:
أما أنت يا بيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج الذي يكون متسلطا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل؛ لذلك يسلمهم إلي حينما تكون قد ولدت والدة، ثم ترجع بقية إخوته إلى بني إسرائيل ... ويثبتون لأنه الآن يتعظم إلى أقاصي الأرض ... ويكون هذا سلاما. (ميخا، 5: 2-5)
وقد «رأت الديانة المسيحية في هذا المقطع نبوءة بمقدم السيد المسيح الذي ولد في بيت لحم، بينما الأمر ببساطة كان تنبؤا بمجيء ملك من نسل داود، وداود كان مولودا في بيت لحم» (صموئيل أول، 17: 12)، ولأن الفكرة الإسخاتولوجية عن المسيح لم تظهر قبل القرن الثالث ق.م ، فلا شك أن «محرر هذا الجزء عاش بعد بداية هذا القرن».
ويموت الملك الصالح حزقيا ملك يهوذا ويخلفه ابنه منسي في 642-687ق.م، بينما كان أسرحدون قد أضحى ملكا على آشور ثم تبعه آشور بانيبال 655-671ق.م، وكان ملوك يهوذا يتصرفون كتابعين لملك أشور، وأدخل العبادة الآشورية لجند السماء (عبادة الأجرام السماوية) إلى هيكل أورشليم والمعابد الأخرى.
وعلى مستوى علم التاريخ كانت وثائق أسرحدون تعدد أتباعه من ملوك ومنهم «منسي
Me-na-si-i
ملك يهوذا»
5
ومنسي هو ابن حزقيا اليهوذي ملك أورشليم الذي دون عنه المقدس التوراتي أنه:
অজানা পৃষ্ঠা