============================================================
بسل لله الرحمزالكحيه نظر هارون الرشيد، الخليفة العربي العباسي، إلى غيمة تعبر فضاء السماء، وقال لها جملته المشهورة : " أمطري أنى شئت فإن خراجك راجع الي" خطاب مطمئن إلى امتداد ظلال سيادة المسلمين العرب على أرض الدنيا؛ ولكنه - للأسف- كان الخطاب الأخير. فقد حمل الغد حربا أهلية بين ولديه الأمين والمأمون، وتحركت عصبيات واعراق، لتنافس العرق العربي على الكيان والقرار الإسلامي . وشهدنا فاتحة تمزق وحدة الأمة الإسلامية وبداية أفول جم سيادة العرق العري: وتوالت الأحداث . أعراق وعصبيات تنافس في الداخل، من فرس.
وأتراك، ومطامح على الأطراف تجتاح بالحروب صليبية من الغرب ومغولية تترية من الشرق، والنتيجة معروفة : دويلات في الشرق ودويلات في الغرب.
وأفقنا على أرض تتناقص من أطرافها، تتفسخ وتتصدع من وسطها. .
وحروب صغيرة وكبيرة، متوالية ومقتطعة، نالت من الكيان العسكري والسياسي للدولة العربية. ولكن، شاء الله، أن لا يصل التصدع الى الوجود والوجدان الديني للإنسان المسلم، فظلت العلؤم الاسلامية تنمو، والشخصيات المبرزة تلمع، لا يخلخلها قلق المصير؛ كما ظل وجدان الإنسان المسلم متفتحا متفائلا ، لا يثقله - كما اليوم - عبء تاريخ من الإنهيار والتدهور . وعلى الرغم من تمزق السلطات، فقد كانت الشعوب الاسلامية، تتعم بوحدة حقيقية وتواصل جسدته أسفار العلماء بين شرقي وغرب، ونزولهم في أي بلد إسلامي دون غربة حضارية
পৃষ্ঠা ৯