============================================================
باختصار ان المعراج النبوي هو رحلة تقص علينا بالرمزانباء مقام محمد ، وتقدمه في البناء الروحي للكون على كل تبي مرسل وكل ملك مقرب .
هذه الرحلة النبوية تواترت فيها الروايات وتعددت، ونستطيع من الوقوف على مجموع هذه الأحاديث - جريأ على منهج ابن كثير- ان نحضل الحق، وهو مضمون ما اتفقت عليه(20).. ولنتوقف قليلا عند معان حملتها الكلمسات سنين وسنين ولم تطرحها الا بين أيدي ثقات مؤمنين.
1 - التحضير البدني : سبق الإسراء والمعراج تحضير بدني خصوص، ففي المسجد الحرام قبيل الإسراء، شق صدر النبي، وغسل قلبه وملىء حكمة وإيانا، وكانت هذه هي المرة الثالثة التي يثبت فيها شق الصدر؛ الأولى، كما عند مسلم من حديث أنس، حين أخرج منه علقه وقيل : هذا حظ الشيطان ، وذلك حتى ينشأ معصوما من الشيطان ؛ والثانية عند البعث وذلك حتى يتثبت فؤاده ويتقبل الوحي وهو في كمال تطهره؛ والثالثة هي قبيل العروج ليثبت للرؤية في الحدث العظيم (21) .
- أهمية الإسراء: الإسراء هو الجزء الأول من الرحلة النبوية ، انها المسافة التي قطعها النبي راكبا البراق من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى . ويقدم الاسراء الكثير من الأدلة على جسية هذه الرحلة وحقيقتها ، انها رحلة تنتمي الى عالم الواقع الملموس، ذهب فيها النبي بروحه ويدنه، يقظة في الليل، وبرفقة جبريل من مكة إلى بيت المقدس : تكمن أهمية حدوث الإسراء في هذه الأدلة الحسية التي يقدمها للمنكرين، وإلا فما الحكمة من أن يسبق العروج، ولماذا لم يتم عروج النبي مباشرة من مكة بيت الله الحرام الى السموات ؟!
لقد حدث الإسراء لأن هذا الجزء من الرحلة النبوية واقع تحت البرهان تجاه المسلمين والقرشيين، فلو قال النبي مباشرة غرج بي الى السماء ، لم يملك أحد (20) انظر تفسير ابن كثير، أول سورة الاسراء حيث يورد أحاديث مسلم والبخاري والاسام أحد والترمذي وغيرهم في الاسراء والمعراج ويخلص الى ان الحق هوما اتفقت عليه الروايات (21) انظر " الاسراء والمعراج للحافظ ابن حجر العسقلاني مكتبة التراث الاسلامي ، القاهرة. ص 27 28 . ويضيف قول القرطبي بأنه لا يلتفت لأنكار الشق ليلة الاسراء لان رواته ثقات مشاهير
পৃষ্ঠা ২০