ولما فرغ إبراهيم من البناء أتاه جبرائيل (عليه السلام) ، فقال له : طف ، فطاف هو وإسماعيل سبعا يستلمان الأركان ، فلما أكملا صليا خلف المقام ركعتين ، وقام معه جبرائيل وأراه المناسك كلها الصفا والمروة ومنى ومزدلفة ، فلما دخل منى وهبط من العقبة مثل له إبليس عند جمرة العقبة ، فقال له جبرائيل : ارمه ، فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ثم برز له عند الجمرة الوسطى ، فقال له جبرائيل : ارمه ، فرماه بسبع حصيات فغاب عنه ، ثم برز له عند الجمرة السفلى ، فقال له جبرائيل : ارمه ، فرماه بسبع حصيات مثل حصى الخذف ، ثم مضى وجبرائيل يعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرفات فقال له : أعرفت مناسكك ؟ فقال له إبراهيم : نعم ، فسميت عرفات لذلك ، ثم أمره أن يؤذن في المسلمين بالحج ، فقال : يا رب وما يبلغ من صوتي ، فقال الله عز وجل : أذن وعلي البلاغ (40) .
ها هو البيت الحرام قد انتصب كعبة تهفو إليها القلوب ، ويتوافد عليها الحجيج ، وهي بحاجة إلى من يرعى شؤونها ويعتني بالوافدين عليها ، ويرشد القادمين إلى مناسكهم ومواطن تعبدهم ، ويبلغهم رسالة البيت ويعرفهم دعوة التوحيد .
পৃষ্ঠা ৩৭