فأوحى الله إلى إبراهيم (عليه السلام) أن يبني البيت الحرام ، ويسأل إبراهيم ربه أين يبني البيت ، فيحدد جبريل (عليه السلام) له المكان ، ويشير إلى البقعة المباركة ، ويتوجه إبراهيم (عليه السلام) من الشام إلى مكة :(وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت ) . ( الحج / 26 ) يتوجه إلى ولده إسماعيل وعمره آنذاك (30 سنة) ، فيجده يبري النبل ويتهيأ للصيد : يا بني ! إن الله أمرني أن أبني البيت الحرام ، فيستجيب إسماعيل ويبدآن ببناء البيت ، وينقل إسماعيل الحجر ويرفعه لابيه ، وإبراهيم يبني ويرفع قواعد البيت:
(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) . ( البقرة / 127 129 )
ويجعل له بابين أحدهما إلى الشرق والآخر إلى الغرب (38)، فتجيء هاجر فتستظل بالبيت وتستجير به فتضع كساءها على جانب منه ليكونوا تحته .
تطاول البناء واكتمل البيت المتواضع في فنه وعمارته ، العظيم في مجده وقيمته ، فيؤمر الخليل برفع صوته بالحج وإطلاق نداء العبادة :(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) . ( الحج / 27 )
ويرفع إبراهيم صوته بالنداء ، وتستجيب القلوب الوالهة ، وتتجه نحوه ملبية النداء ، ومنادية لبيك اللهم لبيك .
وينهض البيت معلما من معالم النور والهداية ، وحرما آمنا تهفو القلوب إليه وتستجير به الناس من الغضب والعذاب .
بني البيت فسمي (الكعبة) .
وقد مر هذا البيت الذي بني من الحجر والطين على يد إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) بأدوار وتاريخ فذ فريد (39).
পৃষ্ঠা ৩৬