التيار الثاني: دعاة العصرانية: يجمع هذا التيار في طياته: «الفقيه الذي أثقلت كاهله المتغيرات الحديثة..والصحفي الذي يفتقر إلى علوم الشريعة.. والعقلاني المغرق في عقلانيته» . (١) .والمثقف الباحث عن موقع ثقافته الحضارية.. والقومي الذي يتخبط في خبال الجاهلية ... وهم درجات بحسب ما يغلب عليهم من مواد. ومن أبرزهم: الدكتور حسن الترابي والدكتور يوسف الحسن والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري والدكتور محمد عمارة وعبده سلاَّم وغيرهم. ومن أهم الصيغ التي تحدد مباديء «التعايش» و«الحوار» بين «المسلم» و«غير المسلم» عند هؤلاء ما يلي: أولا: الاتفاق على استبعاد كل كلمة تخدش عظمة الله. ثانيا: الاتفاق على أن الله يختار رسله من أهل الصدق والأمانة. ثالثا: ما وجدناه متوافقا في تراثنا نرد إليه ما اختلف فيه وبذلك يمكن وضع قاعدة مشتركة بين الأديان. (٢) ويقرر بعض هؤلاء أنهم لا يستطيعون التقريب بين الأديان أو تذويب أحدها في الآخر وأنَّ أيَّ محاولة لذلك إنما هي من قبيل الغش الثقافي والخداع الفكري وهي أشد خطرا من الغش الاقتصادي والتجاري.

(١) انظر: دعوة التقريب (٢ / ٦٣٢- ٦٣٤) . (٢) الحوار من أجل التعايش، لعبد العزيز بن عثمان التويجري (ص ٩١)، وفي البناء الحضاري للعالم الإسلامي (٣ / ٢٠٩-٢١٠) .