توجيهات إسلامية لمحمد بن جميل زينو
توجيهات إسلامية لمحمد بن جميل زينو
প্রকাশক
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤١٨هـ
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
[المقدمة]
توجيهات إسلامية
لإصلاح الفرد والمجتمع
অজানা পৃষ্ঠা
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فقد طبع هذا الكتاب عدة مرات بأعداد كبيرة في مكة وجدة، كما أنه طبع في الجزائر والكويت والأردن، وسيطبع في مصر ولبنان إن شاء الله، وقد لقي قبولا من القراء، حيث كانوا يرسلون لي الرسائل لطلب الكتاب، مع السلسلة، وذلك لأن مواضيعه هامة، ومتنوعة، ومختصرة، تهم كل مسلم ومسلمة، كما أن أسلوبه سهل يفهمه الجميع، والله أسال أن ينفع به كل قارئ، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، إنه سميع مجيب، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.
1 / 3
[الخصائص الرئيسية في الإسلام]
الخصائص الرئيسية في الإسلام ١ - الإسلام دين التوحيد، فالإيمان بوجود خالق واحد للعالم حقيقة تقتنع بها كل العقول المفكرة، وهذا الخالق هو الإله المستحق للعبادة وحده: كالذبح والنذر، ولا سيما الدعاء لقوله ﷺ: «الدعاء هو العبادة» .
" حسن صحيح رواه الترمذي ".
فلا يجوز صرف شيء منها لغير الله.
٢ - الإسلام يجمع ولا يُفرق: فهو يؤمن بجميع الرسل، الذين أرسلهم الله لهداية البشر، وتنظيم حياتهم، والرسول محمد ﷺ خاتمهم، وشريعته نسخت ما قبلها بأمر من الله تعالى، أرسله الله إلى الناس جميعا لينقذهم من جَوْر الأديان المحرفة إلى عدل الإسلام المحفوظ.
٣ - إن تعاليم الإسلام سهلة واضحة مفهومة، فهو لا يقر الخرافات ولا المعتقدات الفاسدة، والفلسفات المعقدة، وهو صالح للتطبيق في كل زمان ومكان.
1 / 4
٤ - إن الإسلام لا يفصل بين المادة والروح فصلا كاملا، بل ينظر إلى الحياة على أنها وحدة تشملهما معا، فلا يأخذ إحداهما ويهمل الأخرى.
٥ - أكد الإسلام روح التساوي والأخوة بين المسلمين، فهو ينكر الفوارق الإقليمية والعصبية، ففي كتابه الكريم: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣] سورة الحجرات " آية ١٣.
٦ - ليس في الإسلام سلطة كهنوتية تحتكر الدين، ولا أفكار مجردة يصعب تصديقها، ويستطيع كل إنسان أن يقرأ كتاب الله تعالى وحديث رسول الله ﷺ حسب فهم السلف الصالح ثم يصوغ حياته طبقا لهما.
1 / 5
[الإسلام نظام كامل للحياة]
الإسلام نظام كامل للحياة ١ - إن الإسلام ينظم الحياة البشرية في مختلف ميادينها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، كما يرسم لها الطريق الصحيح لحل مشاكلها.
٢ - الإسلام يسعى إلى تنظيم الحياة للإنسان، والعنصر الرئيسي هو تنظيم الوقت، والإسلام وحده أقوى عامل لنجاح المسلم في الدنيا والآخرة.
٣ - إن الإسلام عقيدة قبل أن يكون شريعة، فالرسول ﷺ ركز جهده في مكة على التوحيد، ثم بعد ذلك طبق الشريعة عندما انتقل إلى المدينة لإقامة الدولة الإسلامية فيها.
٤ - الإسلام يدعو إلى العلم، ويشجع على التطور العلمي النافع، فلقد كان المسلمون في القرون الوسطى جهابذة في العلوم العصرية، مثل (ابن الهيثم) و(البيروني) وغيرهم.
٥ - الإسلام يبيح المال المكتسب من الحلال الذي لا استغلال فيه ولا غش، ويرغب في المال الحلال للرجل
1 / 6
الصالح الذي يدفع منه للفقراء والجهاد، وبهذا تتحقق العدالة الاجتماعية في الأمة المسلمة التي تأخذ تشريعها من خالقها، وفي الحديث «نعم المال الصالح للمرء الصالح» . صحيح رواه أحمد.
وأما قولهم: (ما جمع مال من حلال) فهو مكذوب لا أصل له.
٦ - الإسلام دين الجهاد والحياة: فهو يفرض على كل مسلم أن يبذل ماله وروحه في سبيل نصرة الإسلام، وهو دين الحياة يريد من المسلم أن يعيش حياة هنيئة في ظل الإسلام، وأن يؤثر أخراه على دنياه.
٧ - إحياء الفكر الإسلامي الحر في حدود القواعد الإسلامية، وإزالة الجمود الفكري، والأفكار الدخيلة التي شوهت جمال الإسلام الصافي، وحالت دون تقدم المسلمين كالبدع والخرافات والأحاديث الموضوعة وغير ذلك.
1 / 7
[أركان الإسلام]
أركان الإسلام قال رسول الله ﷺ، «بني الإسلام على خمس»:
١ - شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
(لا معبود بحق إلا الله، ومحمد مبلغ عن الله) .
٢ - وإقام الصلاة: (أداؤها بأركانها وشروطها والخشوع فيها) .
٣ - وإيتاء الزكاة: (إذا ملك المسلم ٨٥ غراما ذهبا أو ما يعادلها من النقود يدفع منها ٢. ٥ في المئة بعد سنة، وغير النقود لها مقدار معين) .
٤ - وحج البيت (من استطاع إليه سبيلا بالمال والصحة والأمن) .
٥ - وصوم رمضان: (الامتناع عن الطعام والشراب، وشهوة الفرج وجميع المفطرات، من الفجر حتى الغروب مع النية) " متفق عليه ".
1 / 8
[أركان الإيمان]
أركان الإيمان ١ - أن تؤمن بالله: (بوحدانيته في العبادة والصفات والتشريع) .
٢ - وملائكته: (مخلوقات من النور لتنفيذ أوامر الله) .
٣ - وكتبه: (التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وهو أفضلها) .
٤ - ورسله: (أولهم نوح وآخرهم محمد ﷺ .
٥ - واليوم الآخر: (يوم القيامة لمحاسبة الناس على أعمالهم) .
٦ - وتؤمن بالقدر خيره وشره (مع الأخذ بالأسباب): (الرضا بالقدر خيره وشره، لأنه بتقدير الله وحكمته) " رواه مسلم ".
1 / 9
[الدعاء هو العبادة]
الدعاء هو العبادة هذا الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي، يدل على أن الدعاء من أهم أنواع العبادة. فكما أن الصلاة لا تجوز أن تكون لرسول أو ولي، فكذلك لا يُدعى الرسول أو الولي من دون الله.
١ - إن المسلم الذي يقول: يا رسول الله أو يا رجال الغيب غوثا ومددا، هو دعاء وعبادة لغير الله، ولو كانت نيته أن الله هو المغيث، ومثله مثل رجل أشرك بالله ﷿ وقال: أنا في نيتي أن الإله واحد فلا يقبل منه هذا؛ لأن كلامه دل على خلاف نيته، فلا بد من مطابقة القول للنية والمعتقد، وإلا كان شركا أو كفرا لا يغفره الله إلا بتوبة.
٢ - فإن قال هذا المسلم: أنا في نيتي أن أتخذهما واسطة إلى الله، كالأمير الذي لا أستطيع أن أدخل عليه إلا بواسطة، فهذا تشبيه الخالق بالمخلوق الظالم الذي لا يدخل عليه أحد إلا بواسطة، وهذا التشبيه من الكفر.
قال الله تعالى منزها ذاته وصفاته وأفعاله:
1 / 10
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] سورة الشورى " آية ١١.
فتشبيه الله بمخلوق عادل كفر وشرك، فكيف إذا شبهته بإنسان ظالم؟ ! تعالى الله عما يقول الظالمون علوَا كبيرا.
٣ - لقد كان المشركون في زمن الرسول ﷺ يعتقدون أن الله هو الخالق والرازق، ولكنهم يدعون الأولياء الممثلين في الأصنام واسطة تقربهم إلى الله، فلم يرض منهم هذه الواسطة، بل كفرهم وقال لهم:
﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: ٣] سورة الزمر " آية ٣.
والله تعالى قريب سميع لا يحتاج إلى واسطة، قال تعالى:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ [البقرة: ١٨٦]
" سورة البقرة " آية ١٨٦.
٤ - إن هؤلاء المشركين كانوا يدعون الله وحده عند الشدائد قال تعالى: ﴿وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [يونس: ٢٢] سورة يونس " آية ٢٢.
1 / 11
وكانوا يدعون أولياءهم الممثلة في الأصنام وقت الرخاء، فكفرهم القرآن.
فما بال بعض المسلمين يدعون غير الله من الرسل والصالحين، ويستغيثون بهم، ويطلبون المعونة منهم وقت الشدائد والمحن ووقت الرخاء؟!!
ألم يقرءوا قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ - وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف: ٥ - ٦] بعبادتهم أي بدعائهم " " سورة الأحقاف " آية ٥، ٦.
٥ - يظن الكثير من الناس أن المشركين الذين ورد ذكرهم في القرآن كانوا يدعون أصناما من الحجارة، وهذا خطأ، لأن الأصنام الذين ورد ذكرهم في القرآن كانوا رجالا صالحين: ذكر البخاري، عن ابن عباس ﵄ في قوله تعالى في سورة نوح:
﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ [نوح: ٢٣] سورة نوح آية ٢٣.
قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلك أولئك أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم
1 / 12
التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت " (أي الأصنام) .
٦ - قال تعالى منكرا على الذين يدعون الأنبياء والأولياء:
﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا - أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء: ٥٦ - ٥٧] سورة الإسراء " آية ٥٦، ٥٧.
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية ما خلاصته:
نزلت هذه الآية في جماعة من الإنس كانوا يعبدون الجن ويدعونهم من دون الله، فأسلم الجن. وقيل: نزلت في جماعة من الإنس كانوا يدعون المسيح والملائكة.
فهذه الآية تنكر على من يدعو غير الله ولو كان نبيا أو وليًا.
٧ - يزعم البعض أن الاستغاثة بغير الله جائزة ويقولون: المغيث على الحقيقة هو الله، والاستغاثة بالرسول والأولياء
1 / 13
تكون مجازا كما تقول: شفاني الدواء والطبيب، وهذا مردود عليهم في قول إبراهيم ﵇: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ - وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ - وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: ٧٨ - ٨٠] سورة الشعراء " آية ٧٨، ٨٠.
أكد بالضمير (هو) في كل آية ليدل على أن الهادي والرازق والشافي هو الله لا غيره، وأن الدواء سبب للشفاء وليس شافيا.
٨ - الكثير من الناس لا يفرِق بين الاستغاثة بحي أو بميت والله تعالى يقوِل: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ [فاطر: ٢٢] سورة فاطر " آية ٢٢.
وقوله تعالى: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ [القصص: ١٥] سورة القصص " آية ١٥.
وهي حكاية عن رجلِ استغاث بموسى ليحميه من عدوه، وقد فعل ذلك ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾ [القصص: ١٥] سورة القصص " آية ١٥.
أما الميت فلا تجوز الاستغاثة به، لأنه لا يسمع الدعاء، ولو سمع لا يستطيع الإجابة لعدم قدرته، قال
1 / 14
تعالى: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ [فاطر: ١٤] سورة فاطر " آية ١٤.
(وهذا نص صريحٍ في أن دعاء الأموات والغائبين شرك) وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ - أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ [النحل: ٢٠ - ٢١] سورة النحل " آية ٢٠، ٢١.
٩ - ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الناس يوم القيامة يأتون الأنبياء فيستشفعون بهم، حتى يأتوا محمدا فيستشفعوا به أن يفرج عنهم، فيقول: أنا لها، ثم يسجد تحت العرش ويطلب من الله الفرج، وتعجيل الحساب، وهذه الشفاعة طلب من الرسول ﷺ وهو حي يكلمه الناس ويكلمونه، أن يشفع لهم عند الله ويدعو لهم بالفرج، وهذا ما سيفعله ﷺ بأبي هو وأمي.
١٠ - وأكبر دليل على الفرق بين الطلب من الحي والميت هو ما فعله عمر بن الخطاب ﵁ حينما نزل بهم القحط، فطلب من العباس عم الرسول ﷺ أن يدعو لهم، ولم يطلب من الرسول ﷺ بعد انتقاله للرفيق الأعلى.
1 / 15
١١ - يظن بعض أهل العلم أن التوسل كالاستغاثة مع أن الفرق بينهما كبير، فالتوسل هو الطلب من الله بواسطة فتقول مثلا: (اللهم بحبك وحبنا لرسول الله فرّج عنا) فهذا جائز، أما الاستغاثة فهي الطلب من غير الله فتقول: (يا رسول الله فرِّج عنا) وهذا غير جائز وهو شرك أكبر لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ١٠٦] سورة يونس " آية ١٠٦. (أي المشركين) .
﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾ [الجن: ٢١] سورة الجن " آية ٢١.
﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ٢٠] سورة الجن " آية ٢٠.
وقوله ﷺ: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» رواه الترمذي وقال: حسن صحيح ".
وقال الشاعر:
الله أسال أن يفرج كربنا ... فالكرب لا يمحوه إلا الله
1 / 16
[أين الله]
أين الله؟ الله الذي خلقنا، أوجب علينا أن نعرف أين هو؟ حتى نتجه إليه بقلوبنا ودعائنا وصلاتنا، ومن لا يعرف أين ربه؟ ! يبقى ضائعا لا يعرف وجهة معبوده، ولا يقوم بحق عبادته.
إن صفة العلو لله على خلقه هي كبقية الصفات الواردة في القرآن والأحاديث الصحيحة، كالسمع والبصر والكلام والنزول وغير ذلك من صفات الله، فإن عقيدة السلف الصالح، والفرقة الناجية أهل السنة والجماعة الإيمان بما أخبر الله به في كتابه أو رسوله في أحاديثه من غير تأويل ولا تعطيل، ولا تشبيه، لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] سورة الشورى " آية ١١.
ولما كانت هذه الصفات، ومنها صفة علو الله على خلقه تابعة لذاته، فإن الإيمان بها واجب، كالإيمان بالذات العلية، ولذلك قال الإمام مالك ﵁ لما سئل عن معنى قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: ٥] سورة طه " آية ٥.
1 / 17
فقال: الاستواء معلوم (أي العلو) والكيف غير معقول، والإيمان به واجب.
فانظر يا أخي المسلم إلى قول مالك ﵀، حيث جعل الإيمان بالاستواء واجبا معرفته على كل مسلم، وهو العلو، ولكن كيفيته مجهولة لا يعلمها إلا الله.
إن كل منكر لصفة من صفات الله الثابتة: في القرآن والحديث، ومنها العلو المطلق وأنه على السماء، يكون منكرا للآيات والأحاديث الدالة على إثباتها، وأن هذه صفات كمال ورفعة وعلو لا يجوز نفيها عن الله وإن محاولة بعض المتأخرين تأويل الآيات والصفات متأثرين بالفلسفة التي أفسدت عقائد كثير من المسلمين مما جعلهم يعطلون هذه الصفات الكمالية لله، ويخالفون طريقة السلف وهي أسلم وأعلم وأحكم، وما أحسن من قال:
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف
1 / 18
الخلاصة إن الإيمان بجميع الصفات الواردة في القرآن والأحاديث الصحيحة واجب، ولا يجوز أن نفرق بين الصفات، فنؤمن ببعضها، على ظاهرها، ونتأول بعضها الآخر، فالذي يؤمن بأن الله سميع بصير لا مثيل له في سمعه وبصره، عليه أن يؤمن بأن الله في السماء (أي على السماء عُلوًا يليق بجلاله لا مثيل له في علوه) لأنها كلها صفات كمال لله، أثبتها الله لنفسه في كتابه، وكلام رسوله ﷺ تؤيدها الفطرة السليمة، ويصدقها العقل السليم، قال نعيم بن حماد شيخ البخاري:
من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه.
" ذكره في شرح العقيدة الطحاوية ".
1 / 19
[الله فوق العرش]
الله فوق العرش القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة والعقل السليم، والفطرة السليمة تؤيد ذلك.
١ - قال الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: ٥] سورة طه " آية ٥. (أي علا وارتفع) كما جاء في البخاري عن التابعين.
٢ - وقال تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ﴾ [الملك: ١٦] " سورة الملك " آية ١٦.
قال ابن عباس: (هو الله) كما في تفسير ابن الجوزي.
٣ - وقال تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [النحل: ٥٠] سورة النحل " آية ٥٥.
٤ - وقال تعالى عن عيسى: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ [النساء: ١٥٨] سورة النساء " آية ١٥٨. (أي رفعه الله إلى السماء) .
٥ - وقال تعالى ﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ﴾ [الأنعام: ٣] سورة الأنعام " آية ٣.
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:
اتفق المفسرون على أننا لا نقول كما تقول الجهمية (فرقة ضالة) إن الله في كل مكان! تعالى الله عما يقولون علوا
1 / 20
كبير!! (ومعنى في السماوات: على السماوات) .
وأما قوله تعالى ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤] سورة الحديد " آية ٤.
(أي رقيب عليكم، شهيد على أعمالكم، حيث كنتم، وأين كنتم الجميع في علمه على السواء، وتحت بصره وسمعه) .
٦ - «وعرج ﷺ إلى السماء السابعة حتى كلمه ربه، وفرض عليه خمس صلوات» . كما رواه البخاري ومسلم.
٧ - وقال ﷺ «ألا تأمنوني، وأنا أمين من في السماء» (وهو الله) (ومعنى في السماء على السماء) .
" رواه البخاري ومسلم ".
٨ - وقال ﷺ «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» (أي هو الله) .
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
٩ - «سأل الرسول ﷺ جارية فقال لها: أين الله؟ فقالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة» . رواه مسلم.
١٠ - وقال ﷺ: «والعرش فوق الماء، والله فوق عرشه، وهو يعلم ما أنتم عليه» .
" حسن رواه أبو داود ".
1 / 21