فقه الهندسة المالية الإسلامية
فقه الهندسة المالية الإسلامية
প্রকাশক
دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
الفرع الثالث: أدلة اعتبار المصلحة
اعتبار المصلحة هو الأساس الذي بنيت عليه الشريعة، يقول ابن القيم: "فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها؛ فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث؛ فليست من الشريعة " (^١).
وأدلة اعتبار الشريعة الإسلامية للمصلحة كثيرة، منها:
الدليل الأول: قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (^٢).
وجه الدلالة من الآية: أنه لو لم تكن الشريعة التي بعث الله نبيه ﷺ بها مبنية على المصلحة، لم يكن إرسال الرسول ﷺ رحمة، بل نقمة عليهم؛ إذ لو أرسله بحكم لا مصلحة لهم فيها، لكان تكليفًا بلا فائدة، ومشقةً تخالف الرحمة التي أرسل بها الرسول ﷺ؛ فتعقل المعنى، ومعرفة أنه بني على مصلحة أقرب إلى الانقياد والقبول (^٣).
الدليل الثاني: من خلال استقراء الشريعة وجد الكثير من الأدلة المعللة بما هو أصلح للعباد، ففي ختام آية فرض الوضوء، قال تعالى: ﴿ـمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ﴾ (^٤)، وفرَض الله الصلاة، وعلل ﴿ـإِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ (^٥)
_________
(^١) إعلام الموقعين، لابن القيم ٣/ ١١.
(^٢) سورة الأنبياء، الآية ١٠٧.
(^٣) انظر: رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، للسبكي ٤/ ٣٢٩.
(^٤) سورة المائدة، الآية ٦.
(^٥) سورة العنكبوت، الآية ٤٥.
1 / 74