ইসলাম ও মানব সভ্যতা

আব্বাস মাহমুদ আল-আক্কাদ d. 1383 AH
56

ইসলাম ও মানব সভ্যতা

الإسلام والحضارة الإنسانية

জনগুলি

هذا هو الإجمال الذي شرحه المؤرخ الكبير في سبعة آلاف صفحة، وقرر في ذلك الشرح أن تواريخ الأمم والحضارات والعقائد والأخلاق لا معنى لها إن لم يكن معناها هداية النفس الإنسانية إلى حرية الضمير برعاية الإله.

فكل أمة، وكل حضارة، وكل عقيدة فإنما تأتي لترفع في الطريق مصباحا صغيرا أو كبيرا ينير الطريق وينير ساحة الكون كله للعلم بحقائق الوجود، أو للعلم بحقيقة الحقائق وهي مصدر الخلق والتدبير في الوجود.

ومن تقريرات المؤرخ الكبير أن الإنسان قد يصطنع الأعمال والحرف ويخلق العلوم والمعارف، ولكنه لا يخلق عقيدته الدينية بل تأتيه العقيدة مفروضة على سريرته وشعوره، قابلة للبحث في بعض جوانبها غير قابلة لشيء سوى التسليم في جوانبها الكبرى، ولهذا تسخره العقيدة ولا يسخرها كما يهوى، وإن خيل إليه أنه يعمل في تسخيرها بهواه.

وضرب المثل لذلك بعقيدة الإسلام: أراد الفرس الذين دخلوا الإسلام أن يستخدموها في إحياء القومية الفارسية، فاستخدمتهم هي في توطيدها ودراسة معارفها، وجاء المغول إلى بلادها من أقصى الشرق ليقيموا «سلطتهم» على أركانها، فأصبحوا حراسا لتلك الأركان، ولا يتأتى تسخير عقيدة ما إلا إذا غلبتها عقيدة أقوى منها وأحق بالعمل في تاريخ الإنسانية، فليس أقوى من الإيمان على تسيير الإنسان والارتقاء به على معارج الحضارة في طريقه إلى الله.

وعند العلامة «توينبي» أن هذه «المهمة» الأبدية مهمة «تعاون» بين الحضارات والعقائد، يؤدي كل منها بعض الواجب لتحقيق الواجب كله في النهاية، ولكن هذا الواجب يكبر مع الزمن كلما كبر الإنسان، فلا يزال الإنسان في سعي متواصل، ولا يزال متطلعا إلى الكمال.

وستأتي القرون بعد القرن العشرين فلا تذكر منه أنه قرن الصناعة الكبرى، ولا أنه قرن الطيارة وعجائب المخترعات، كلا، بل لا تذكر منه أنه قرن الذرة والقذيفة الذرية، وإنما تذكر منه أنه القرن الذي أصبحت فيه الدعوة إلى «الأخوة الإنسانية » موضوعا من موضوعات العلم والعمل، وبرنامجا من البرامج الواقعية التي يتعاون عليها الأقوياء والضعفاء، ولا يستغني فيها قوي عن ضعيف.

هذه هي أمانة الماضي لدى القرن العشرين في رأي مؤرخ القرون والأجيال، فما هي أمانة القرن العشرين يا ترى لدى القرن الحادي والعشرين أو الثاني والعشرين أو ما يلي من القرون؟

هل جاء القرن العشرون يا ترى ليحمل لها الهلاك والدمار في قذائفه الذرية؟ أم جاء لها بمصير أكرم وأسلم من هذا المصير؟

وهنا ننتقل من ماضي الإنسانية إلى مصيرها.

ننتقل إلى المصير بمثل السرعة التي انتقلنا بها - مع العلامة توينبي - من مواضي الإنسانية جميعا إلى وجهتها المرسومة.

অজানা পৃষ্ঠা