ইসলাম ও মানব সভ্যতা

আব্বাস মাহমুদ আল-আক্কাদ d. 1383 AH
46

ইসলাম ও মানব সভ্যতা

الإسلام والحضارة الإنسانية

জনগুলি

من كان يؤمن بأن الإلهية سلطة لها نظامها وحكمتها فمن اليسير عليه أن يعلم أنه لا يهزها بتحديه فيخرجها من ذلك النظام ويذهلها عن تلك الحكمة.

وقد يسع الطفل الصغير أن يكف عن مثل هذا التحدي لأبيه إذا عرف له صفة من صفات العقل والحكمة، فليس بالطفل الذكي من يقول لأبيه: إن كان لك قدرة اضرب فلانا حتى يهلك أو انهض بهذا الحمل حتى آذن لك بإلقائه!

فمن اليسير على الطفل الذكي أن يدرك أن أباه خليق ألا يجيب هذا التحدي على هواه، ولا ينفي ذلك عنه أنه ذو قدوة وأنه يستطيع أن يهلك فلانا وأن ينهض بالحمل المقصود إذا أراد.

فالملحد الماركسي أسخف من الطفل حين يخطر له أن يتحدى إلها حكيما يضع الأشياء في مواضعها كما يقدرها، فيزعم أنه «غير موجود»؛ لأنه لو كان موجودا لأبطل تلك الحكمة وأوقع الخلل في ملكه، خوفا من الريب في وجوده، وفرارا من الملحدين أو المؤمنين أن يظنوا به الظنون.

ومن كان يفهم الإلهية على أنها سلطة رشيدة فلن يتحداها أن تفعل غير ما أرادت أن تفعله منذ الأزل، وغير ما تريد أن تفعله إلى آخر الزمان؛ لأنه إذا استطاع بكلمة من كلمات التحدي والاستثارة أن يغير ما تأبى تغييره، فذلك هو البرهان الذي ينفي وجودها أو ينفي حكمتها على أقرب الفروض.

فلو شاء الله أن ينكشف وجوده للفكر والضمير كما تنكشف الأشياء لجميع الأبصار، لفعل ذلك بإرادته منذ وجدت الأفكار والضمائر والأبصار، ولم ينتظر حتى يفعله منقادا للخوف من الاتهام أو طمعا في التملق والثناء.

ولقد يحق للملحد الماركسي أن يسأل في هذا المقام: ولم لا يشاء؟ ولم يترك الناس ينكرون ويثبتون أو يبحثون ويرتابون؟ ولم لا يكشف لنا جميعا حقيقة وجوده على نحو يبطل فيه الخلاف وتزول الفوارق ويمتنع الشك والضلال؟

إن هذه الأسئلة أقرب إلى العقل من ذلك التحدي الأحمق الذي يثبت حماقة صاحبه ولا ينفي حكمة الإله.

ولكنها أسئلة لا تحتمل اللجاجة فيها بعد قليل من التبصر والروية، بل بعد قليل من التصور إذا استطاع السائلون أن يتصوروا كيف يكون هذا الإيمان، وكيف تكون الضمائر التي تهتدي إليه.

إنها لا تكون إلا كما تكون الآلات أو كما تكون العجماوات.

অজানা পৃষ্ঠা