21
بيتا في مكة وجعل فيه شطرنجات ونردات وقرقات
22
ودفاتر فيها من كل علم، وجعل في الجدار أوتادا فمن جاء علق ثيابه على وتد منها، ثم جر دفترا فقرأ وبعض ما يلعب به فلعب به مع بعضهم، أي إن ذاك الجمحي أنشأ في مكة ناديا فيه جد ولعب، فيه قراءة صحائف وكتب، وفيه لعب بالشطرنج والنرد وغيره، وفيه مشجب يضع الداخل عليه ثيابه لئلا يتبرم به جلاسه.
هذا ما كان من حال العرب أوائل الإسلام، وبذلك رأينا كيف أخذت المدنية تتسرب إليهم من كل وجه، فصح فيهم ما قاله عبد الله بن مخمر وهو على المنبر، وقد رأى الناس تلبسوا: واحسناه واجمالاه! بعد العدم والسدم من الأدم والحوتكية
23
والبرود، أصبحتم زهرا، وأصبح الناس غبرا، وأصبح الناس يعطون وأنتم تأخذون، وأصبح الناس ينتجون وأنتم تركبون، وأصبح الناس ينسجون وأنتم تلبسون، وأصبح الناس يزرعون وأنتم تأكلون.
وأجمل من هذا ما وصف به العرب في الجاهلية والإسلام أحد تابعي البصرة قتادة بن دعامة السدوسي (118ه) عند تفسير قوله تعالى:
وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون : كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلا، وأشقاه عيشا، وأبينه ضلالة، وأعراه جلودا، وأجوعه بطونا، معكومين على رأس حجر
24
অজানা পৃষ্ঠা