والآية الأولى ظاهرة المعنى، ومعنى الثانية: الحظر على المؤمنين أن يدخلوا بيوت النبي وعلى أزواجه للطعام والتحدث أو غير ذلك إلا إذا أذن لهم ودعاهم إلى طعام حاضر ناضج لئلا يطول مقامهم بحضرته، وأمروا إذا طعموا أن يخرجوا وإذا سألوا شيئا أن يسألوه من وراء الستر؛ لأن الرسول كان يتأذى بمن كان يطعم ولا يستأذن في الخروج، وأنه لا يجوز نكاح نساء الرسول من بعده؛ لأنهن أمهات المؤمنين.
كان نساء النبي يخرجن بالليل
34
لحاجتهن، وكان أناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين، فشكون أمرهن فقيل ذلك للمنافقين، فقالوا: إنما نفعله بالإماء، فنزلت هذه الآية:
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ، فأمرن أن يخالفن زي الإماء ويدنين عليهن من جلابيبهن، تخمر المرأة وجهها إلا إحدى عينيها، وجاء في آية أخرى:
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون ،
35
وفي هذه الآية إشارة إلى التستر وإلى من يسوغ له أن يرى المرأة بزينتها من أهلها، وفسر المفسرون وليضربن بخمرهن على جيوبهن أن يسترن الرءوس والأعناق والصدور بالمقانع،
36
وقالوا: إن الشريعة أباحت للمرأة أن تظهر وجهها وكفها بل وذراعيها وقدميها، وبكشف الوجه لا يجوز أن نقول: إن هناك حجابا بالمعنى الذي فهمه المتأخرون، ومعنى ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، أي لا يظهرن حركات من شأنها أن تشعر الرجل بأن هذه المرأة متحلية بحلي وخلاخيل وغيرها.
অজানা পৃষ্ঠা