ইসলাম ও আরব সভ্যতা

মুহাম্মদ কুর্দ আলী d. 1372 AH
166

ইসলাম ও আরব সভ্যতা

الإسلام والحضارة العربية

জনগুলি

2

لتوافق روح ذلك العصر الذي كان أشد توحشا من عصرنا هذا ، وكان النصارى يأخذون قصص هذه الفظائع على علاتها، فعظم تأثيرها في حماسة الكثير منهم، ولجأ الغربيون إلى أنواع أخرى من الدعوة وإهاجة الأفكار على المسلمين، فاتهموهم بعبادة الأصنام وأنهم يعتقدون بألوهية محمد، واغتنم البابا فرصة عقد المجمع الديني في كلرمون فعرض عليه ما يلقاه النصارى من الإرهاق، وحرض أبناء النصارى على حمل الصليب ليفتحوا القبر المقدس، ومنحهم غفرانا عن كل خطاياهم، وأحل لهم ما تجترحه أيديهم وجوارحهم، حاميا بسيادته الروحية عيالهم وأموالهم مدة غيابهم، واعدا إياهم بمغانم دنيوية كثيرة، يسقطون عليها لا محالة إذا فتحوا الأرض المقدسة، فسار بعضهم مدفوعا بسائق الدين، ومنهم الطامع بالمغانم والأرباح، وكان الغربيون في تلك الفترة قد عضهم الفقر بنابه، وأصيبوا بأوبئة حصدتهم، ومجاعات زادت في عوزهم، فأوهمهم رؤساؤهم بأن الشرق الإسلامي بلاد الذهب، لا يلبث نزيله أن يغتني وينعم.

وفي أواخر سنة 490ه/1096م اجتمعت في القسطنطينية جيوش الصليبيين وبعد مصاعب شديدة لقوها في آسيا الصغرى، تقدموا ففتحوا الساحل الشامي، واستولوا على بيت المقدس ظاهرين في مظهر من التوحش والقسوة لا يغبطون عليه، ظانين أن المسلمين لا تهمهم كثيرا قبلتهم الأولى، ولا يحسبون ألف حساب لاحتلال جزء مهم من صميم بلادهم، وأنهم متى رئموا للمذلة مرغمين في حاضرهم نسوا كل عاقبة وخيمة على مستقبلهم، وما أدركوا أن المسلمين كانوا أسودا لا مستأسدين إذا ما وثبوا وثبوا.

جهل الصليبيين والتنظير بين أعمالهم وأعمال المسلمين

أبان الصليبيون في مبدأ غزواتهم عن جهل مطبق في فنون القتال، وما كتب لهم الفوز في حملتهم الأولى إلا بكثرة جيوشهم، وكانوا في فوضى منذ غادروا ربوعهم حتى دخلوا القسطنطينية واتجهوا إلى الشرق، ونسوا أو تناسوا أن صاحب الروم حليفهم المعنوي، وما تلكئوا مع هذا عن إهانة قومه، وإطالة أيديهم بالأذى على بلاده، فخربوا مصانعها، وسلبوها نعمتها، وعبثوا ببيعها وكنائسها، وجعلوها طعاما للنار، وارتكبوا كل كبيرة أورثتهم العار، وأثبتوا أنهم من الجهل بحيث لم يهتدوا إلى طريقهم، فضلوا في بلاد الروم وتخطف عسكر السلجوقيين رجالهم ونساءهم، وغلوا في القسوة على أهل كل بلد نزلوه، مثل الرها وأنطاكية والمعرة وطرابلس والقدس، فقاتلوا المحاربين والمسالمين على السواء، وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ لم تأخذهم بهم رحمة.

وليس القصد هنا ذكر تاريخ الحروب الصليبية وما جرته على بلاد المسلمين من الويلات، بل القصد بيان أثر هذه الحروب في الغرب والشرق، وقد اغتبط الصليبيون بأنهم أوقفوا المسلمين بحملاتهم على الشرق دون التوغل في أوروبا، والغربيون ما فتئوا يحذرون بطش المسلمين، ويقدرون أنه ربما بلغت بهم الجرأة ذات يوم أن يغيروا عليهم غارة رجل واحد، فيكون في ذلك ذهاب بلادهم، وحق لهم هذا التخوف؛ لأن لهم من إذلال ابن تاشفين ملك المرابطين لملك إسبانيا، وضغط السلطان ملكشاه السلجوقي على صاحب القسطنطينية، براهين لا تقبل الرد في إساءة الظن بالمستقبل، وكان يظن أن العنف الذي شاهده المسلمون في الشام من الصليبيين المتحمسين، يدعوهم إلى أن يسيئوا معاملة المستأمنين منهم، أو يعاملوهم على الأقل بالمثل، ولكن المسلمين في جميع أدوار الحروب الصليبية ملكوا اعتدالهم وما خرجوا، وبعض ما نالهم من أعدائهم مما يحرج الصدور، عن حدود شريعتهم، وما أمرت به من الرفق بالناس في دار الحرب ودار السلم، وقد أقر بذلك أكثر مؤرخي الصليبيين، وأعجب بهذه المسامحة كل صليبي، أو كل من لا غرض له من الناظرين في سير تلك الحروب العجيبة.

مجازر الصليبيين

أما الصليبيون فقد عاهدوا ملك الروم على أن يسلموا إليه أول بلد يفتحونه، ففتحوا مدينة نيقية ولم يسلموها

3

إليه وكانت بأيدي السلاجقة الأتراك فخانوا بذلك العهد الذي قطعوه على أنفسهم، ولما جاءوا المعرة معرة النعمان قتلوا على رواية ميشو

অজানা পৃষ্ঠা