ইসলাম ফি কার্ণ ইশরিন
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
জনগুলি
أما السيطرة الروسية: فهي تقوم على نشر الشيوعية، وهي مذهب لا يوافق الإسلام في أساسه، ولكن الإسلام يغني عنه إذا اتبع المسلمون قواعد المساواة والإنصاف، وعملوا بأصول دينهم في التوسط بين التهالك على الدنيا والإعراض عنها، وينبغي أن نذكر في هذا المقام أن بلاد الروس وما جاورها هي قطعة من أوروبا أخذتها آسيا من زمن غير بعيد، وقد يحدث في المستقبل تكرار لهذه الظاهرة على صورة أخرى، ويكون للإسلام شأن كبير في هذا التكرار.
وتتسابق الدولتان الروسية والأمريكية على المناجم وينابيع النفط ونقط الاستحكام في هذه القارة الواسعة، ومآل كل ذلك حتما إلى أبناء البلاد؛ لأن حبل الزمن أطول من حبل المال وحبال السياسة، وذلك على شرط واحد وهو الاحتفاظ بكيان الأمة وقوامها، وليس في آسيا قوة روحية أقدر من الإسلام على حفظ الكيان والقوام للأمة التي تؤمن بدينه.
أما بلاد العرب حيث تتراجع الدولة البريطانية: فقد أحيطت بحلقات من المشيخات والسلطنات تتعاقد معها بريطانيا على ضروب من الحماية المقنعة، وتحسب من وراء ذلك حساب المواصلات، وآبار النفط، ومواضع الاستحكام العسكري في حالة الحرب العالمية، ولكنها لا تهمل حساب التبشير، ولا تنكر مسعاه في حمايتها، وهذه عبارة في سلسلة السيطرة العالمية تدل على كثير.
يقول هارولد ستورم في كتابه: «إلى أين يا جزيرة العرب»:
1
إن قبائل الجبال وراء ظفار - وهم من سلالة مخالفة كل المخالفة - تستخدم لهجات غير عربية كالشحرية والمهرية والبوطهارية والخرسوسية، وكل لهجة من هذه اللهجات لا يفهمها المتكلمون باللهجات الأخرى، وقد تمكن العالم اللغوي الألماني الدكتور مكسمليان بثنر
Bethner
من رسم اللهجتين الشحرية والمهرية بالكتابة، وهما على ما يلوح لي على قرابة من إحدى اللغات الهندية، حيث تدل بعض الروايات على هجرة سابقة من الهند إلى ظفار، ولا تزال ثمة عادات قريبة من عادات الهنود، وقد اضطررت إلى استخدام مترجم بين هذه القبائل حين عشت في بلادها، وتبين لي من صعوبة اللغة أن العمل بينها - أي عمل التبشير - عسير.
ولما كانت ظفار على بعد خمسمائة ميل من مسقط تحت سيادة سلطانها، فكل محاولة لتكوين العمل هنا تستلزم لا محالة رجوعا إلى العمل الذي تأسس في مسقط نفسها، ويدعو موقف السلطان الودي في الوقت الحاضر إلى الأمل في الانتفاع بهذه الفرصة لإنجاز شيء؛ إذ تتنقل بعثات التبشير بغير عائق في عمان، ويرجى من تعزيز مركز مسقط مزيد من العمل، وهناك في داخل عمان قبائل لا حكم عليها للسلطان نجحت بعثات مسقط في حمل رسالة الإنجيل إليها على نطاق أوسع مما تيسر قبل الآن في أي مكان.
أما القارة الأفريقية: فقد أحيطت كذلك بحلقات من الجهات الأربع تسيطر عليها الدولة البريطانية، وتكاد المصنفات الكثيرة عن هذه القارة أن تجمع على اعتبارها في عالم الاستعمار «حظيرة خاصة» بريطانيا (العظمى)، وأحد هذه المصنفات صريح بهذا المعنى في عنفوانه، وهو «أفريقيا إمبراطورية بريطانيا الثالثة»
অজানা পৃষ্ঠা