هذا كتاب إصلاح المنطق: ألفه أبو يوسف يعقوب بن إسحق السِّكِّيْت.
باب: فَعْلٍ، وفِعْلٍ، باختلاف المعنى
قال أبو محمد القاسم بن محمد١: سمعت أبا يوسف يعقوب بن إسحق يقول: الحَمْلُ: ما كان في بطن أو على رأس شجرة، وجمعه أَحْمَال، والحِمْلُ: ما حُمِل على ظهرٍ أو رأسٍ، قال الفراء: ويقال: امرأةٌ حاملٌ وحاملة، إذا كان في بطنها ولد، وأنشد الأصمعيُّ:
تمخَّضَتِ المنُونُ له بيومٍ ... أَنَى ولكلِّ حاملةٍ تِمَامُ ٢
فمن قال: حامِلٌ، قال: هذا نعتٌ لا يكون إلا للمؤنَّث، ومن قال: حاملةٌ بني على حَملْتُ، فإذا حملت شيئًا على ظهرٍ أو رأسٍ، فهي حاملةٌ لا غير؛ لأن هذا قد يكون للمذكر.
والوَقْرُ: الثِّقَلُ في الأُذن، من قول الله ﵎: ﴿وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ﴾ [فُصِّلت: الآية ٥]، ويقال منه: قد وُقِرَتْ أُذنُه فهي موقورة، ويقال: اللهم قِرْ أُذُنَه، ويقال
_________
١ هو أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، كان محدثًا أخباريًا عارفًا بالأدب والغريب، ثقة صاحب عربية، أخذ عن سلمة بن عاصم، وأبي عكرمة الضبي، وقد روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن القاسم: شرح المفضليات: توفي أبو محمد سنة: ٣٠٤.
٢ البيت لعمرو بن حسان، من أبيات ذكر فيها الملوك من المناذرة والأكسارة على طريق الاعتبار، عن التبريزي.
1 / 11