إبليس : قال الله تعالى : [إلا إبليس كان من الجن] (¬3) قال معمر بن المثنى : إبليس اسم أعجمي ، ولذلك لم يصرفه ، وقال قوم : إنه من الملائكة ، وقال قوم : إنه من الجن ، وتقديره في الوزن : إفعيل ، وهو مشتق من أبلس الرجل إذا انقطع ولم تكن له حجة ، ويقال : هو من بلس ، وقالوا في قوله تعالى : : [فإذا هم مبلسون] (¬4) قال : آيسون ، وقال ابن عباس : لما لعنه الله أبلس من رحمته ، والمبلس المنقطع الحجة، والمبلس الحزين النادم ، والإبلاس الفضيحة في قوله :[ يبلس المجرمون ] (¬5) وقيل : / الإبلاس الخشوع في قوله [فإذا هم مبلسون] (¬6) خاشعون 34 ب وقيل : المبلس : المتروك المخذول ، وكل هذا لمعان قد جاءت في الإبلاس ، وهي قريبة بعضها من بعض، فكأن إبليس مأخوذ من ذلك ، لأنه افتضح بعصيانه ، فيئس من رحمة الله ، وحزن وندم ، فصار مخذولا متروكا ، ذليلا ، آمنقطع الحجة ، ساكنا ، فقيل له : إبليس 0 اللعين والملعون : ومن صفاته اللعين والملعون ، وهما في وزن فعيل ومفعول ، وفعيل معناه مفعول ، وهو المطرود والطريد ، واللعن الطرد والإبعاد ، وقالوا سمي ملعونا لأن الله طرده من الجنة ، وأبعده عنها ، قال الله تعالى : [اخرج منها مذءوما مدحورا ] (¬1) وأنشد الشماخ : " من الوافر "
ذعرت به القطا ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين (¬2)
পৃষ্ঠা ৯২