وسخر من جن الملائك تسعة قياما لديه يعملون بلا أجر (¬3) وقيل : إن الجن دون الملائكة بدرجة ، لأن الملائكة خلقوا من الماء والنور ، والجن خلقوا من الماء والنار ، فالنار والنور هما شكلان ، فمن أجل ذلك يتراءيان يعني الملائك والجن ، والإنس ليسوا من جنسهم , والإنس ضد الجن في اللغة ؛ لأن الجن سميت بذلك لاستتارها على ما ذكرنا ، والإنس سمي بذلك لظهوره ، وإدراك البصر إياه ، يقال : آنست الشيء إذا أبصرته ، قال الله تعالى : [آنس من جانب الطور نارا] (¬1) يعني أبصر ، وقيل في معنى قوله : [فإن آنستم منهم رشدا] (¬2) أي رأيتم فيهم ذلك ، وإنما سمي الذي يؤنس الناس مؤنسا وأنيسا ؛ لأنهما يتراءيان ، يقال : أنست بفلان إذا ألفته ، والعرب تقول للجانب الأيسر إنسي ؛ لأنهم منه يركبون ، وينزلون ، ويسرجون ، ويحزمون ، وللجانب الأيمن وحشي ؛ لأنهم لا يأتون شيئا من هذه الأعمال من الجانب الأيمن / وقال بعضهم سمي إنسانا لأنه نسي ،32 أقال الله تعالى : [ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ] (¬3) ، وأنشد (¬4) :" من الطويل "
وسميت إنسانا لأنك ناسي
وهذا قول غير مرض، وقال آخرون : سمي إنسانا من أنست بالقصر لا بالمد ، وأنشد لمهلهل (¬5) : " من الطويل "
... ... ولما دنا حين التصرم بغتة أنست الذي منه الفؤاد تقطعا
পৃষ্ঠা ৮৮