البارئ : ومن صفاته البارئ ، قال أهل اللغة : برأ الله الخلق أي خلقه ، والبرية الخلق ، والبارئ الخالق ، وأكثر العرب لا يهمزونها ، وهي فعيلة في معنى مفعولة ، وقال آخرون : هو مأخوذ من بريت العود ، وقال آخرون : هو من البرى ، وهو التراب ، وجمع البرية البرايا ، فخلق تعالى الخلق أولا فقدره ، ثم براه أي سواه وعدله ، ويقال : بريت القلم أي نحته وسويته ، وبرى القوس إذا نحتها ، فكأن الله برى الخلق ، أي سواه على علم وحكمة ، كما يبري الباري القوس على علم وحكمة ويسويها 0 المصور : / قال بعض العلماء قال الله تعالى : [ الخالق البارئ المصور ] (¬1) 17 ب
فابتدأ بالخالق ، ثم بالبارئ ، ثم بالمصور ؛ لأنه قدر تراكيب الخلائق ثم برأ لها النسمات ، ثم أظهر صورها ، فقامت تامة بتدبيره ، فالصورة اشتقاقها من صار يصير ، ومعناه التمام والغاية ، ومن أجل ذلك قالوا : إلى ماذا صار أمرك ، أي إلى أين انتهى ، وما غايته ، وقيل للتماثيل تصاوير ، لأنها مثلت على مثال الصور ، فكأن كل أمر إذا انتهى إلى غايته وتمامه ، ظهرت صورته ، وبرز مثاله ، ويقال : كيف صورة هذا الأمر ، أي كيف مثاله ، فسمى نفسه تعالى مصورا ، لأنه ابتدأ تقدير الخلائق ، وهو يتممها حتى تصير إلى غاياتها ، تبارك الله المصور 0
পৃষ্ঠা ৫৫