وعلى فعلان لا يجوز أن يقال إلا لله تعالى ، يقال له رحمان ، ولا يقال لغيره ، ورحيم ، وسميع ، وعليم ، يجوز أن ينعت به مخلوق ، تقول : مررت برجل سامع وسميع ، وعالم وعليم ، قال الله : [ وفوق كل ذي علم عليم ] (¬3) ، فالرحمن هو الذي يرحم المضرور ، ويقدر على دفع الضر عنه برحمته ، وهو نعت لله ، أي ملك الرحمة إن شاء رحم ، فكشف الضر ، وهو عليه قادر ، والرحيم الذي يرق له بالرحمة ، فإذا رق له بالرحمة تعطف عليه ، وكشف الضر ، وكذا قال المفسرون أحدهما أرق من الآخر0000000000000000000000000000000000 (¬4) / لا يزال، لأن الذي لا أول له ، لا آخر له (¬1) ، فلما دل ذلك على أنه لم يزل16 أ، ولا يزال ، دل على حدوث كل شيء سواه ، فلما أثبت أن الأشياء محدثة ، وأن المبدع لها لم يزل قبلها ، ولا يزال بعدها ، فهو الأول الذي كان قبلها أوليا ، والآخر الذي يكون بعدها أبديا ، تبارك وتعالى 0
وقال ابن عباس في ذلك يقول الله : أنا الأول ، فلم يكن لي سابق من خلقي ، وأنا الآخر ، فليس لي غاية , ولا نهاية 0
الظاهر والباطن : قيل له تعالى ظاهر؛ لظهور صنعته ، فكأن ما يرى من آثار صنعته ، دالة أنه محدثها ومدبرها وصانعها ، وكانت آنيته ظاهرة فيها واضحة كما ترى بناء ، فتعلم أن له بانيا ، وكأن ظهور البناء ظهور الباني ، وقيل له باطن لأنه خفي عن أن تظهره الخلائق بكيفيته ، أو تحيط به أوهامهم ، أو تدركه عقولهم ، فلما كان هكذا قيل له الباطن 0
পৃষ্ঠা ৫২