ولما انصرف عبد الله من نحر الإبل، تعرضت له امرأة من بني أسد اسمها قتيلة، ويقال رقيقة بنت نوفل، وتكنّى أمّ قتال، ويقال اسمها فاطمة بنت مرّ، ويقال ليلى العدويّة، ويقال امرأة من تبالة، ويقال من خثعم، ويقال كانت يهودية (١)، فقالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك وقع عليّ الآن. لمّا رأت النور الذي بين عينيه فأبى (٢)، وواقع آمنة يوم الإثنين.
قال ابن الجزار (٣): أيام منى، في شعب أبي طالب، عند الجمرة الوسطى، فحملت بسيد المرسلين ﷺ ذلك الوقت (٤).
ثم بعد ذلك تعرّض للمرأة فلم تكلمه، فسألها، فقالت: إنما أردت أن يكون النور الذي بين عينيك فيّ، فأبى الله إلا أن يجعله حيث شاء.
قال أبو أحمد الحاكم: كان سنه إذ ذاك ثلاثين سنة (٥).
_________
(١) انظر عن هذه المرأة: السيرة ١/ ١٥٥ - ١٥٦، والطبقات ١/ ٩٥ - ٩٧، وتاريخ الطبري ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٥، وأنساب الأشراف ١/ ٧٩ - ٨٠، والروض الأنف ١/ ١٨٠. وفيها: أن هذه المرأة كانت من أجمل النساء وأعفهن، وكانت قرأت الكتب، وأنها أخت ورقة بن نوفل.
(٢) وقال-كما في المصادر السابقة-: أما الحرام فالممات دونه والحلّ لا حلّ فأستبينه فكيف بالأمر الذي تبغينه يحمي الكريم عرضه ودينه
(٣) هو-والله أعلم-أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القيرواني، طبيب مؤرخ له عدة مؤلفات، منها: التعريف بصحيح التاريخ. توفي/٣٦٩ هـ/.
(٤) هذا القول عزاه ابن سيد الناس في العيون ١/ ٧٩ إلى الزبير.
(٥) ذكره ابن سيد الناس ١/ ٧٧ عن أبي عمر أيضا. قلت: كيف يكون سنّه إذ ذاك ثلاثين عاما ووفاته كما قال ابن سعد ١/ ٩٩ سنة خمس وعشرين؟ وقال الواقدي: وهو أثبت الأقاويل عندنا. كما أن الحافظين العلائي وابن حجر ذكرا أن عمره يوم توفي ثماني عشرة سنة. انظر سبل الهدى والرشاد ١/ ٣٩٩.
1 / 50