وإظهارًا لمكانة هذا الكتاب بين شروح الفصيح فقد عقدت المبحث السادس للموازنة بينه وبين ثلاثة من تلك الشروح، تمثل على وجه التقريب مناهج وبيئات مختلفة، وهي تصحيح الفصيح لابن درستويه، وشرح الفصيح لابن هشام اللخمي، وموطئة الفصيح لابن الطيب الفاسي.
وكان المبحث السابع خاصا بتقويم الكتاب، فتحدثت فيه عن قيمته وأهميته، وأثره في اللاحقين، ولم يمنعني ذلك من الإشارة إلى بعض المآخذ عليه.
أما المبحث الثامن والأخير فقد جعلته لمقدمات التحقيق، حيث احتوى على وصف مستوف لثلاث من نسخ الكتاب، اعتمدت منها اثنتين، وأهملت النسخة الثالثة لأسباب ذكرتها عند وصفها.
أما القسم الثاني فهو يضم نص الكتاب محققا، تليه فهارس شاملة لمحتويات الكتاب، تيسر - بإذن الله - الانتفاع به على أتم وجه.
وبعد .. فلا شك أن العمل الذي يريد له صاحبه النجاح لا بد أن يبذل في سبيله الجهد والوقت والصحة والمال، وهأنذا أقدم هذا العمل ولا أريد أن أبين ما كابدت فيه من مشقة وعناء في سبيل إخراجه وتقديمه بالصورة المرضية، ولكن أذكر أني لم أبخل بشيء من أجل الوفاء بحقه، فإن أكن وفقت، فهي نعمة من الله بها علي، وإن تكن الأخرى فحسبي أنني بذلت قصارى جهدي، وأخلصت النية، وما أبرئ نفسي من السهو والغلط.
1 / 11