وقد حقق الغامدي هذا الشرح، ونال به درجة الدكتوراه من كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، عام ١٤١٦ هـ.
والذي ينبغي ذكره هنا أن ما نقله البغدادي عن شرح الفصيح للإستراباذي - كما أشرت سابقا - هو بنصه في هذا الشرح أيضا، ويلفت شارحه النظر بأنه كان يصدر كثيرة من أقواله بعبارة: "قال أبو علي". وهذه كنية أبي علي الإستراباذي شارح الفصيح المذكور، ويلاحظ على هذا الشارح أيضا أن آخر من نقل عنه من علماء اللغة المشهورين هو ابن دريد، ولم ينقل عن الأزهري، أو أبي علي الفارسي، أو ابن جني، أو ابن فارس، أو الجوهري، وهذا يخالف منهج الزمخشري الذي نسب إليه هذا الشرح؛ لأنه اعتاد في كتبه الأخرى أن ينقل عن كل هؤلاء تقريبا.
ويذكر أيضا أن مؤلف هذا الشرح كان ينقل عن أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري المتوفي سنة ٣٨٢ هـ (^١)، ويصدر بعض نقوله عنه بعبارة: "وسمعت أبا أحمد العسكري"، "قال أبو علي: وسمعت أبا أحمد العسكري، قال سمعت ابن دريد"، "أنشدنا أبو أحمد العسكري"، وأنشدني العسكري". فأقول إن هذه القرائن مجتمعة يمكن أن تقدح بقوة في نسبة هذا الشرح إلى الزمخشري، لكنها لا تقوى - حتى
_________
(^١) هو صاحب كتاب شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف، والمصون في الأدب، وتصحيفات المحدثين. وينظر في ترجمته: إنباه الرواة ١/ ٣١٠، ومعجم الأدباء ٢/ ٩١١، ووفيات الأعيان ٢/ ٨٣.
1 / 38