وقد يحدون هذه الفصول ويقولون: إن الفصل هو الذى به يفضل النوع على الجنس. وذلك أن الإنسان له شىء يفضل به على الحى، وهو الناطق والمائت؛ لأن الحى ليس هو واحدا من هذين، وإلا فمن أين اقتنت الأنواع فصولا؟ ولا الفصول أيضا المتقابلة بأجمعها له، ولا صارت الفصول المتقابلة لشىء واحد بعينه معا. ولكن الفصول التى تحته هى له بأجمعها بالقوة، على حسب ما يعتقدون؛ فأما بالفعل فليس هى له، ولا واحد منها. وعلى هذه الجهة لا يكون شىء من أشياء غير موجودة، ولا تكون المتقابلات فى شىء واحد بعينه معا.
وقد يحدون الفصل أيضا على هذه الجهة: الفصل هو المحمول على كثير[ين] مختلفين بالنوع من طريق أى شىء هو. لأن الناطق والمائت محمولان على الإنسان، ويقال الإنسان بهما من طريق أى شىء هو، لا من طريق ما هو، وذلك إذا سئلنا عن الإنسان ما هو؟ فالأولى أن نقول إنه حيوان. وإذا سئلنا عنه أى شىء هو؟ فإن الأولى أن نصفه بأنه ناطق مائت؛ وذلك أن الأشياء مقومة من مادة وصورة، أو من أشياء قوامها مما هو نظير للمادة والصورة؛ فكما أن التمثال من مادة أى من النحاس، ومن صورة أى من شكل التمثال، كذلك الإنسان أيضا العام والنوعى فإنه من شىء نظير المادة وهو الجنس، ومن صورة وهى الفصل. وهذه الجملة، أعنى حيا ناطقا مائتا، هى الإنسان، كما أن تلك هى التمثال.
وقد يرسمون أمثال هذه الفصول أيضا هكذا: الفصل هو الذى من شأنه أن يفرق بين ما تحت جنس واحد بعينه؛ لأن الناطق وغير الناطق يفرقان بين الإنسان والفرس، اللذين هما تحت جنس واحد، أى الحى.
وقد يصفونه أيضا بهذه الصفة:الفصل هو ما به تختلف أشياء ليست تختلف فى الجنس. فإن الإنسان والفرس لا يختلفان فى الجنس، لأنا نحن وغير الناطقين حيوان، ولكن إذا أضيف إلى الحيوان الناطق، فصلنا منهم. ونحن والملائكة ناطقون، لكن إذا أضيف إلينا المائت، فصلنا منهم.
পৃষ্ঠা ৮০