============================================================
السليم والذكاء الذي على كبر السن لا يريم يفزع إليه في حل المشكلات فيحلها ويقصد لكشف المعضلات فيكشفها ولا يملها، ولولا أن نوع الإنسان مجبول على النسيان لكان معدوما فيه. فلم يكن في عصره في الحفظ وقلة النسيان من يمائله بل ولا يدانيه.
ال ولي قضاء دمشق وهي إذ ذاك خاصة بالفضلاء فأقروا له بالتقدم في العلوم، ولم ينازعه واحد منهم في منطوق ولا مفهوم.
حدث بالكثير من مروياته وصتف كتبأ مفيدة لم يكمل أكثرها(2).
قرأت عليه منهاج البيضاوي بحثا وقطعة صالحة من الروضة والتنبيه والحاوي بحثا أيضا. وأذن لي بالافتاء ال والتدريس وأجازني بأربعة علوم: الفقه وأصول الفقه والحديث والعربية.
وكانت وفاته - رحمه الله تعالى- يوم الجمعة عاشر ذي القعدة من سنة 805. ولم يخلف بعده مثله.
آخر الجزء الخامس عشر من إرشاد الطالبين إلى شيوخ قاضي القضاة ابن ظهيرة جمال الدين. الحمد لله أولا واخرا وظاهرا وباطنا.
(1) من تصانيفه: ترجمان شعب الايمان - حاشية على الكشاف للزمخشري- معرفة المهمات برد المهمات - العرف الشذي على جامع الترمذي- زهر الربيع في فنون المعاني والبديع، وغيرها.
পৃষ্ঠা ৫২