ذريني أصطبح(1) يا ام بكر
فإن الموت نقب عن هشام
إلى أن انتهيت في شعرك:
يقول لنا ابن كبشة سوف نحيى
وكيف حياة أشلاء(2) وهام
ولكن باطل قد قال هذ
وإفك من زخاريف الكلام
ألا هل مبلغ الرحمن عني
باني تارك شهر الصيام
وتارك كلما أوحى إلين
محمد من أساطير الكلام
فقل لله يمنعني شرابي
وقل لله يمنعني طعامي
ولكن الحكيم رأى حمير
فألجمها فتاهت في اللجام
فلما سمعك حذيفة ومن معه تهجو محمدا قمحوا عليك في دارك، فوجدوك وقعب الخمر في يدك وأنت تكرعها، فقالوا لك: يا عدو الله خالفت الله ورسوله، وحملوك كهيأتك إلى مجمع الناس بباب رسول الله، وقصوا عليه قصتك، وأعادوا شعرك.
فدنوت منك وشاورتك وقلت لك في ضجيج الناس: قل إني شربت الخمر ليلا فثملت(3) فزال عقلي فأتيت ما أتيته نهارا ولا علم لي بذلك، فعسى أن يدرأ عنك الحد، وخرج محمد فنظر إليك فقال: استيقضوه، فقلت: رأيناه وهو ثمل يا رسول الله لا يعقل، فقال: ويحكم الخمر يزيل العقل، تعلمون هذا من أنفسكم فأنتم تشربونها، فقلنا: نعم يا رسول الله، وقد قال فيها امرء القيس الشاعر:
شربت الخمر حتى زال عقلي
كذاك الاثم(4) يفعل بالعقول
পৃষ্ঠা ১০০