عزوجل، وأمرني بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين، فمن أدرك منكم ذلك الزمان وتلك الامور وأراد أن يأخذ بحظه من الجهاد معي فليفعل، فإنه والله الجهاد الصافي، صفاه لنا كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)، فكونوا رحمكم الله من أجلاس(1) بيوتكم إلى أوان ظهور أمرنا، فمن مات منكم كان من المظلومين، ومن عاش منكم أدرك ما تقر به عينه إن شاء الله تعالى.
ألا وإني اخبركم انه سيحملون على خطة [من](2) جهلهم، وينقضون علينا عهد نبينا (صلى الله عليه وآله) لقلة علمهم بما يأتون ويذرون، وسيكون منهم ملوك يدرس عندهم العهد، وينسوا ما ذكروا به، ويحل بهم ما يحل بالامم حتى يصيروا إلى الهرج والاعتداء وفساد العهد(3)، وذلك لطول المدة وشدة المحنة التي امرت بالصبر عليها، وسلمت لأمر الله في محنة عظيمة يكدح فيها المؤمن حتى يلقى الله ربه.
واها للمتمسكين بالثقلين وما يعمل بهم، وواها لفرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) من خليفة مستخلف عريف مترف(4) يقتل خلفي وخلف الخلف، بلى اللهم لا تخلو الأرض من قائم بحجة اما ظاهرا مشهورا أو باطنا مستورا، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، ويكون نحلة لمن اتبعه واقتدى به.
وأين اولئك؟ وكم اولئك؟ اولئك الأقلون عددا، الأعظمون عند الله خطرا، بهم يحفظ الله دينه وعلمه حتى يزرعها في صدور أشباههم ويودعها أمثالهم، هجم بهم العلم على حقيقة الايمان، واستروحوا روح اليقين، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، واستلانوا ما استوعر منه المترفون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها
পৃষ্ঠা ১৭৩