[نفي القول بأن مراد الله تابع لنظر المجتهد]
وأما قولهم: إن مراد الله تابع لما أداه نظر المجتهد, لأن نظر المجتهد تابع لمراد الله. فنقول وبالله التوفيق: لا يخلو إما أن يكون ما أداه نظر المجتهد من الحكم مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, أو لا, إن كان الأول بطل قولهم؛ لأن جميع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرادا لله تعالى, وذلك معلوم من الدين ضرورة, وأيضا جميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صراط الله المستقيم, وقد قال تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه }(الأنعام: 153) ,وذلك نص في اتباع صراطه الذي هو مراده تعالى بلا خلاف. وإن كان الثاني فليس من الشرع, لأنه ليس مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ولا من صراط الله الذي أمر باتباعه, وإنما هو من السبل التي قال تعالى فيها: { ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }(الأنعام: 153).
পৃষ্ঠা ১৭