ইরশাদ
الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي
وعن حذيفة بن اليمان قال: "كان في لساني دربة (3) على أهلي، لم تكن تعدوهم إلى غيرهم فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أين أنت من الاستغفار يا حذيفة ؟ إني لأستغفر كل يوم سبعين مرة، وخيار أمتي الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤا استغفروا).(4) وعن عطاء قال: "لما رفع لإبراهيم ملكوت السموات رأى رجلا يزني، فدعا عليه فهلك، ثم رأى آخر يزني فدعا عليه فهلك، ثم رأى آخر فدعا عليه، فقيل له: على رسلك يا إبراهيم إنك عبد مستجاب لك، وإني على عبدي على إحدى ثلاث، إما أن يتوب إلي فأتوب عليه، وأما أن أخرج منه ذرية طيبة تعبدني، وأما أن يتمادى فيما هو فيه فإن جهنم من ورائه".
المعرفة السادسة: بيان ما يفسد التوبة ويمنع منها
أما ما يفسد التوبة: ففسادها على وجهين:
أحدهما: ما معه لا تصح التوبة ولا تكون مزيلة للعقاب، وهذا إذا اختل بعض صفاتها وشروطها التي ذكرناها، كما أن الدواء قد يفسد لاختلال بعض شروطه، ونقص بعض أجزائه.
والثاني: أن تفسد بمعنى أنه يعود الداء الذي رفعته وهو العقاب ؛ وذلك بالعود إلى المعاصي ونقض التوبة، وإن كانت قد أزالت عقاب ما مضى، وهذا كالدواء الذي يفسد نفعه بسبب المعاودة إلى ما يولد ذلك الداء في العادة باختيار الفاعل، فيعود الداء كما كان.
وعلى ذلك يحمل ما في الأخبار من أن صفتها أن لا يعود، وأن التائب العائد كاذب في توبته، فإن المراد بجميع ذلك أنه أفسدها بعد صحتها بنقضها، فهذا معنى إفساد التوبة.
وأما ما يمنع من التوبة فقد يكون مانعا من قبولها فذلك بوجهين:
أحدهما: اختلال شروطها المتقدمة.
والثاني: استحكام الذنب إلى وقت لا تصح فيه التوبة وإن حصلت، وأعني بالتوبة الندم كما أن الدواء قد لا ينفع لاختلال شروطه، وقد لا ينفع لاستحكام الداء في نفسه.
وأما ما يمنع من فعلها فأمور كثيرة.
পৃষ্ঠা ৩২৮