أو كأنه اشترى منا هذه الحياة الهينة الرذلة بهذا الملك العظيم، وهل تجد ملكا يستأجر عبيده على أنهم يسيرون ساعة من النهار ليبلغوا إلى ملكه، فيصيرهم فيه على مثل حالة لا يوجد ذلك أبدا، فالله تعالى في المعنى يقول لنا: يا عبادي سيروا في هذه الطريق، حتى تصيروا إلى ملك إذا أردتم شيئا قلتم له: كن. فيكون مثلي(1) وهو الجنة.

وكما لا نجد منعما يفعل ذلك غير الله تعالى، لا نجد ملكا

يشتري منك ما يساوي فلسا وهو حياتك وعيشتك بملك لا يبلى إلا الملك العلي الأعلى، فله الحمد تبارك وتعالى.

[أصول التكليف]

فإذا عرفت منزلة التكليف في كونه نعمة ومنة.

فاعلم أن أصول التكليف خمسة:

أحدها: التقرب إلى الله تعالى ؛ بمعرفة توحيده وعدله، وما يتصل بذلك.

وثانيها: التقرب إليه بالصلاة.

وثالثها: التقرب إليه بالزكاة.

ورابعها: التقرب إليه بالصيام.

وخامسها: التقرب إليه بالحج.

وعلى هذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)(2).

পৃষ্ঠা ২০৭