192

ইরশাদ

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

জনগুলি

সুফিবাদ

وعلى هذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي هريرة: (مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله)(1).

ولأجل ظهور هذه المعاشرة من علماء السوء انطمست معالم الدين، واستعلت أيدي الظالمين، وضعفت طائفة المؤمنين، فافهم ذلك واحذر.

وأما المعاشرة التي شرعها رب العالمين، وجاء ت عن سيد المرسلين، وجرت بها عادة الصحابة والتابعين، وأهلك من أجلها الشهداء من أهل البيت الطاهرين، وشيعتهم الأخيار المقربين صلوات الله ورحمته ورضوانه على تلك الأرواح الطاهرة الزكية، العالية عند الله تعالى المرضية، فهي خمسة أنواع، أربعة منها تجب إذا لم ينفع النوع الأول.

أحدها: المواظبة أولا على النصيحة لهم بالوعظ والتذكير، والتحذير من غضب الله العلي الكبير.

وثانيها: إذا لم تنجع المباينة باللسان، وإظهار البغضاء والشنآن، والتهديد بما هدد الله تعالى به، والوعيد على وجه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وثالثها: التأديب والتعزير لمن أمكن منهم بالسوط والعيدان، وأجناس ذلك مع الإمكان.

ورابعها: المعاداة والمبارزة والمحاربة، والمواثبة بالسيف والسنان، واللسان والجنان، كل ذلك مع الأئمة الهادين، والأولياء المحقين، متى قيض ذلك رب العالمين.

وخامسها: المباينة بالأجسام والقلوب وبالكلام.

فالحق على الأجسام: الخروج من تلك الديار، بحيث لا تنفذ عليه أيديهم، ولا يشاهد معاصيهم، ولا يعد من مواليهم.

والحق على القلوب: الكراهة والبغضاء والشنآن لهم، وترك الرضاء وإرادة دمارهم، والاعتقاد لضلالهم، وإساء ة الظن بهم.

والحق على اللسان: الاستخفاف والذم، والبراء ة واللعن، وترك الإيهام للمودة.

পৃষ্ঠা ১৯৬