ويقال: توفى الرجل: إذا مات وتوفى: إذا نام. لأن حال النوم حال تضارع الموت، كما أن حال اليقظة، تضارع حال الحياة. ولذلك قال الشاعر:
نموت ونحيا كل يوم وليلة ... ولابد يومًا أن تموت ولا نحيا
وقال المعري:
وبين الردى والنوم قربى ونسبة ... وشتان برء للنفوس وإعلال
والرجل الذي سئل عنه ابن سيرين، اسمه هشام بن حسان، غاب عن مجلس ابن سيرين فقال له رجل:- أحسبه غالبًا التمار-، فلماذا أرى هشامًا قد غاب اليوم عن مجلسنا؟ فقال ابن سيرين أما علمت أنه توفى البارحة؟
اقتضى ذكر الشيء الملفف في البجاد وذكر السخينة في هذه الممازحة، أن معاوية كان قرشيًا، وكانت قريش تعير بأكل السخينة، وكان السبب في ذلك أن النبي ﷺ، لما بعث فيهم، وكفروا به، دعا الله تعالى عليهم، وقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» فأجدبوا سبع سنين، فكانوا يأكلون الوبر بالدم، ويسمونه العلهز. وكان أكثر قريش إذ ذاك يأكلون السخينة، فكانت قريش تلقب (سخينة). ولذلك يقول حسان بن ثابت:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب
1 / 102