hityashvut, hitnahalut (المصطلحات الإنجيلية الإيجابية لاستيطان اليهود)، و
kibbush hasmama (غزو الصحراء)، و
hagshama (وتعني حرفيا «الإنجاز»، ولكنها تدل على إقرار الحدود). (2002أ، 228)
إن هذا الخطاب الخاص بالتحرير والغزو شكل مشروع «التهويد» الإقليمي، ولم يكن منفصلا عن عملية تشكيل الهوية. وكما كتب يفتاشيل:
إن السيطرة العرقية على الحيز، و«تطهير» هذا الحيز، يصبحان الهدف الأساسي؛ فامتلاك الحيز محل النزاع وادعاء السيادة عليه مرتبط ارتباطا وثيقا ب «إنكار» الادعاءات الأخرى فيما يتعلق بهذا الحيز؛ أي إن تاريخ الآخر ومكانه وطموحاته السياسية تبرز كحزمة تشكل تهديدا يجب رفضه رفضا تاما. وقد كان برنامج التهويد الجغرافي قائما على خرافة مسيطرة زرعت منذ صعود الصهيونية، وعززتها خرافة «الدولة القومية» القائلة بأن «الأرض»
Ha’aretz
ملك لليهود وملك لهم وحدهم. وشرعت الدولة الجديدة ثقافة قومية عرقية خالصة، وأضفت عليها طابعا مؤسسيا وعسكريا من أجل «توطين» المهاجرين اليهود سريعا، وإلغاء أو تسفيه أو تهميش الماضي الفلسطيني للأرض. (2002أ، 227-228)
وفيما يتصل بعلاقة الإقليمية بتشكيل الهوية، يردف يفتاشيل قائلا إن «تمجيد الحدود كان أمرا محوريا لتكوين «اليهودي الجديد»؛ مستوطن محارب متأهب دائما، يغزو الأرض بقوته البدنية وحب حالم لا ينتهي» (2002أ، 228). في هذا الحيز الخرافي كان ينظر إلى الفلسطينيين غير اليهود بوصفهم متطفلين؛ فقد كان مطلوبا في النهاية بناء هوية إسرائيلية (يهودية) على نحو خاص من الهويات العرقية المتعددة (الأوروبية الشرقية، والأوروبية الغربية، والشرق أوسطية، والشمال أفريقية) التي نشأت في الشتات. غير أن التأثير المدمر على البنية الاجتماعية، والسلطة السياسية، وأخيرا الخبرة اليومية؛ أمدت بالأساس لبناء هوية فلسطينية مميزة كشعب مستعمر وضعت في مقابل هوية المستعمرين اليهود (الأوروبيين) (فارسون 1997؛ خاليدي 1997). ويشير كيمرلينج، على سبيل المثال، إلى أنه «في شهري يوليو وأغسطس عام 1913، دعت الجريدة العربية «فلسطين» إلى تأسيس منظمة فلسطينية وطنية تتألف من الأثرياء من نابلس والقدس ويافا وغزة، من أجل شراء الأراضي التي في حيازة الحكومة قبل أن يتمكن الصهاينة من القيام بذلك» (كيمرلينج وميجدال 2003، 15).
في كتاب «الصهيونية والأرض» يعرض كيمرلينج نموذجا للاستراتيجية الصهيونية في إطار التفاعل بين «ثلاثة أنواع من السيطرة على النظم الإقليمية: الوجود، والملكية، والسيادة» (1983، 20). والمقصود ب «الوجود» في هذا السياق «وجود الاستيطان اليهودي على أي بقعة من الأرض، وتعزيز السيطرة على الأرض من خلال خلق «أمر واقع»» (ص20). النوع الثاني: «في الحالة الإسرائيلية، كانت الملكية العامة أو المؤسسية تلعب دورا حاسما، وفي فترة ما قبل السيادة، كانت بديلا للسيادة؛ لأنه عن طريق الملكية العامة دون سواها كان من الممكن تجميد الأرض التي كانت تنتقل من ملكية العرب إلى ملكية اليهود» (ص21). وسوف ندرس لاحقا آليات هذا الجزء من العملية بتفصيل أكبر إلى حد ما. وكان من العوامل ذات الأهمية الضخمة لنجاح هذه الاستراتيجية الإقليمية تأسيس صندوق يهودي قومي في عام 1901. «كان الصندوق القومي اليهودي يعمل إلى حد كبير بوصفه المعادل الوظيفي لدولة سيادية؛ فقد كان الصندوق القومي اليهودي يشتري الأرض للسبب نفسه الذي اشترت لأجله الولايات المتحدة، على سبيل المثال، لويزيانا من فرنسا في عام 1803، وألاسكا من روسيا في عام 1867» (ص23). وتحليل كيمرلينج للاستراتيجية الإقليمية يتلخص في أن:
توليفة الملكية والوجود كانت لها أهمية خاصة؛ فإلى أن حاز اليهود السيادة في عام 1948، كانت الأقاليم تمتلك وتستوطن، وتكونت سلسلة متصلة إقليمية بينها. وبواسطة هذين النوعين من السيطرة، تطورت وسيلة لبناء أمة، تقوم أساسا على امتلاك قطع الأراضي المجاورة وإنشاء نقاط استيطان عليها. بل إن هذه الوسيلة صارت ذات طابع أيديولوجي وتبلورت إلى حركة سياسية عرفت باسم «الصهيونية العملية»، وكان شعارها «دونم (نحو ربع فدان) هنا، ودونم هناك»، بقصد دمج جميع الدونمات «هنا» و«هناك» في قطعة أرض إقليمية واحدة. (1983، 23-24)
অজানা পৃষ্ঠা