مدخل إلى القرآن الكريم عرض تاريخي وتحليل مقارن
مدخل إلى القرآن الكريم عرض تاريخي وتحليل مقارن
প্রকাশক
دار القلم
সংস্করণের সংখ্যা
الخامسة (مزيدة ومحققة)
প্রকাশনার বছর
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
প্রকাশনার স্থান
الكويت
জনগুলি
اتفقت على رأى واحد. وأن رسل الله جميعا ﵈ يعزز بعضهم بعضا ويتضامنون في تبليغ حقيقة واحدة. فموسى يعلن أنه من ابراهيم واسحق ويعقوب ﵈ وعيسى ﵇ لم يأت إلا ليؤيد الرسل والشرائع السابقة.
تعريف القرآن للإسلام باعتباره الإيمان بجميع الأديان المنزلة السابقة:
ولقد ركز القرآن على هذه الفكرة تركيزا كبيرا، وأكد صراحة أن جميع الأنبياء ﵈ أمة واحدة مجتمعة تحت لواء الله ﵎ (^١)، وأن هذه الوحدة كانت تجمع سائر الناس فيما مضى. وإنما الأجيال اللاحقة هي التي بذرت الخلاف والفرقة (^٢)، إما بنسيان حظ من التعاليم الربانية (^٣) أو نتيجة الأساليب الرديئة التي عرضت بها (^٤) هذه التعاليم أو بدافع الغرور والمصالح الذاتية (^٥).
ويعرض القرآن دعوة الإسلام بطريقته المنطقية لا على أنها دعوة محمدية مستقلة تنافس الموسوية والمسيحية وتنازعهما الحقيقة، وإنما يقرر أن المسلم هو من يؤمن في نفس الوقت بموسى وعيسى وجميع رسل الله ﵈، ويوقرهم من غير تمييز بينهم (^٦)، كما يؤمن بمبادئهم جميعا، أي أنه يستسلم
_________
(^١) إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: ٩٢] وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون: ٥٢].
(^٢) وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ [البقرة: ٢٥٣] وَما كانَ النّاسُ إِلاّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا [يونس: ١٩].
(^٣) وَنَسُوا حَظًّا مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ [المائدة: ١٤].
(^٤) وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة: ٧٥] يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ [المائدة: ١٣].
(^٥) وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة: ١٤٦] إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا [البقرة: ١٧٤].
(^٦) آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [البقرة: ٢٨٥].
1 / 76