التمهيد لشرح كتاب التوحيد
التمهيد لشرح كتاب التوحيد
প্রকাশক
دار التوحيد
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
জনগুলি
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
على عظم شأن هذه الآيات التي افتُتِحَت بالنهي عن الشرك. والنبي ﷺ ابتدأ دعوته بالأمر بعبادة الله وحده، والنهي عن الشرك، واختتمها أيضا - كما دل عليه كلام ابن مسعود هذا - بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك فدل ذلك على كونه أولى المطالب، وأول المطالب، وأهم المطالب.
ثم قال بعد ذلك: «وعن معاذ بن جبل ﵁ قال: كنت رديف النبي ﷺ على حمار فقال لي: " يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا» (١) وموطن الشاهد من هذا الحديث هو قوله: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» وهذا قد مرَّ بيان معناه، لكن الشاهد من هذا الحديث، ومناسبته للابتداء - ابتداء كتاب التوحيد: أنه أتى فيه بلفظ (حق) الذي في قوله: «أتدري ما حق الله على العباد " ثم قال: " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» وهذا الحق حق واجب لله - جل وعلا - لأن الكتاب والسنة، بل ولأن المرسلين جميعا أتوا بهذا الحق، وبيانه، وبيان أنه أوجب الواجبات على العباد.
ثم قال: «وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا»
قوله: (حق العباد على الله) معناه: أن هذا حقٌّ أحقه الله على نفسه باتفاق أهل العلم، وأوجبه على نفسه، كما في بعض أقوالهم، كما قاله الشيخ تقي الدين ابن تيمية ﵀.
_________
(١) تقدم.
1 / 18