আরবি লিখনশৈলীর প্রসার: পূর্ব ও পশ্চিম বিশ্বে

আব্দুল ফাত্তাহ আবদা d. 1347 AH
49

আরবি লিখনশৈলীর প্রসার: পূর্ব ও পশ্চিম বিশ্বে

انتشار الخط العربي: في العالم الشرقي والعالم الغربي

জনগুলি

39

في الشرق والمحيط الأطلانطيقي في الغرب، وبين البحر الأبيض المتوسط وآسيا الصغرى شمالا وخط الاستواء جنوبا، ويدخل في ذلك: جزيرة العرب ومصر والشام والعراق والجزيرة وبلاد المغرب في طرابلس الغرب وبرقة وتونس والجزائر ومراكش وفي كل الجهات الغربية من الصحراء حتى بلاد السنغال (شكل

2-7 ).

ثم في بلاد النوبة والسودان المصري وشواطئ البحر الأحمر والنيجر والسودان الغربي في واداي وبرنو وغيرها، ثم في زنجبار وفي جهات كثيرة من الصحراء وبعض شواطئ أفريقيا وجزرها وغير ذلك من البلدان التي يتكلم سكانها باللغة العربية.

شكل 2-7: خط السنغال.

وعلى كل حال فإن من يتكلم العربية فيما بين نهري الفرات والنيجر يكتبها بالخط العربي.

هذا، وقد انتشر الآن في أمريكا الشمالية والجنوبية بانتشار اللغة العربية في البلدان التي استوطنتها الجالية السورية هناك، وقد أصدروا بها الجرائد العربية العديدة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وغيرها، هذا إذا ضربنا صفحا عمن يتعلمون اللغة العربية ويكتبونها بالخط العربي من المستشرقين والمشتغلين بالعلوم الشرقية ولغاتها من علماء أوروبا، ولا سيما علماء فرنسا وألمانيا وإنجلترا وسويسرا وإيطاليا، وطلبة العلم في الجامعات والكليات الأوروبية الكبرى، وفضلا عن ذلك كله فإنه منتشر بين جميع أهل الدين، وطلبة العلم الذين يتكلمون العربية، ويتعلمونها للمعاملات الدينية في سائر أقطار الهند والصين وإيران وما والاها من بلاد خراسان وأفغانستان وما وراء النهر بتركستان وبلاد التتار في آسيا وشرقي أوروبا وجزائر الهند الشرقية وسائر البلاد التي دخلها الإسلام في القارات الخمس، ولا يقل عدد هؤلاء الأعلام الذين تقتدي بهم الأمة الإسلامية عن مليون من النفوس هم خاصة الناس، ونقول بالإجمال: إن الكتابة بالخط العربي عامة بين سائر المسلمين الذين يقرءون كتاب الله. (4) أهمية اللغة العربية وتأثيرها في لغات العالم الإسلامي

يحسن بنا بعد أن فرغنا من بيان اللغات الإسلامية التي تكتب بالخط العربي أن نأتي على فصل نجمل فيه ذكر أهمية اللغة العربية وتأثيرها في لغات العالم الإسلامي؛ وذلك لمناسبة الارتباط بين اللغة وخطها، ولنبين أن الإسلام قد أثر في هذه الأمم الإسلامية تأثيرا شديدا، ففضلا عن اتخاذها الخط العربي لكتابة لغاتها به، فإن هذه اللغات قد صبغت أيضا بصبغة عربية، كما سيظهر فيما يأتي فنقول: كانت اللغة العربية محصورة قبل الإسلام في شبه جزيرة العرب، ولم يتسع نطاقها إلا منذ ظهوره، فلما انتشر الإسلام انتشرت معه؛ لأنها لغة الرسول

صلى الله عليه وسلم

وأصحابه، لغة القرآن الشريف الذي كان لها قاموسا إلهيا لا تبدل كلماته ولا تنسخ آياته، لغة الحديث وسائر كتب الدين، فهي على العموم لغة الإسلام يجب إحياؤها لإحيائه، فجعلها المسلمون الأولون لغة الدين والدولة، فانتشرت في البلاد التي ساد فيها العرب أو دخلها الإسلام، وأخذت في الانتشار إلى أن ملأت الخافقين، فتغلبت على ألسن تلك البلاد الأصلية، وأخذت تغالب لغاتها حتى أماتتها وقامت على أرماسها، فتعربت بلاد العالم العربي جميعها كما بيناه، وصارت تستعمل في المعاملات الدينية عند المسلمين في كل العالم الإسلامي، فصاروا لا يستخدمون في الإنشاء والتآليف غيرها، وأقبل العلماء من غير العرب عليها أيما إقبال، فبرعوا فيها حتى فاق كثير منهم العرب أنفسهم، ولا غرو فقد ابتدأت وحدة الدين تستدعي وحدة اللسان؛ فلذلك أصبحت العربية هي لغة المسلمين، لغة العلم عندهم والدين، فلا يبرز في علومه من لم يتعلمها، ولا يفهم الكتاب والسنة من لم يحكم بيانها، فكانوا على اختلاف لغاتهم يتفاهمون جميع العلوم الإسلامية والآداب الدينية بها؛ ولذلك كثرت الألفاظ والتراكيب العربية في لغاتهم جميعا، وخصوصا الفارسية والتركية والهندية منها، فقد اقتبست هذه اللغات من آدابها شيئا كثيرا ينم على ما لآداب اللغة العربية عند هذه الأمم من الشأن والمنزلة الرفيعة، فالفارسية أثرت فيها العربية بعد الإسلام أيما تأثير، فقد ظل شعراء الفرس لا يقولون الشعر نحو قرنين إلا بالعربية، ثم هي قد رقت الفارسية من السذاجة التي كانت عليها البهلوية والفارسية إلى نحو أواخر القرن الرابع، أما التركية فقد بينا تأثير العربية فيها عند الكلام عليها، فليراجع هناك، ونزيد الآن أن العربية تؤلف القسم الأكبر من الأقسام الثلاثة التي تتألف منها اللغة التركية العثمانية، بل إن قواعد صرفها ونحوها هي من الأصول المتحصلة من القواعد التي اقتبسها العجم عن العرب، فلغات الأمم الإسلامية على العموم قد تأثرت تأثيرا محسوسا بذلك اللسان العربي المبين فيما استعارته من الألفاظ والكلمات العربية الكثيرة، حتى لتجد هذه الكلمات شائعة ومتفشية في لغة الأوردو الهندية ولغة السواحل وغيرهم من بربر أفريقيا، بل إنه في هذه اللغات كلغة الملايو مثلا حروف عربية لا تستعمل إلا لكتابة الكلمات العربية فقط.

অজানা পৃষ্ঠা